وجامعه الصحيح أعظمُ مَرجوعٍ إليه في سُنَّةِ رسول الله ﷺ، يروى عنه أنَّهُ قال: أخرجت الصحيح من زهاء ستمائة ألف حديث.
صنَّفه في ست عشرة سنة.
ويقال: إنه ما وضع في الصحيح حديثًا إلَّا اغتسل قبله وصلى ركعتين، وأنه صنفه أو أكثره في المسجد الحرام، وأنه ترجم الأبواب بين قبرِ النَّبِيِّ ﷺ وبين مِنْبَرِهِ، وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين، وذكر أنَّ أحاديث الصَّحيح سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون، وأنشد لأبي عامر الْجُرْجَانِيُّ: متقارب
صَحِيْحُ الْبُخَارِيِّ لَوْ أَنْصَفُوا … لَقَدْ كَتَبُوهُ بِمَاءِ الذَّهَبْ
أَسَانِيدُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ … أَمَامَ مُتُونٍ كَمِثْلِ الشُّهُبْ
وَسِتْرٌ رَقِيقٌ إِلَى الْمُصطَفَى … وَنُورٌ مُبِينٌ لِكَشْفِ الرِّيَبْ
فَيَا عَالِمًا أَجْمَعَ الْقَائِلُونَ … عَلَى فَضْلِ رُتْبَتِهِ فِي الرُّتَبْ
نَفَيْتَ السَّقِيمَ مِنَ النَّاقِلِينَ … وَمَنْ كانَ مُتَّهَمًا بِالْكَذِبْ
وَأَثَبْتَّ مَنْ عَدَّلَتْهُ الرُّوَاةُ … وَصَحَّتْ رِوَايِتُهُ فِي الْكُتُبْ
فَأَعْطَاكَ رَبُّكَ خَيْرَ الْعَطَاءِ … وَأَجْزَلَ حَظَّكَ فِيمَا يَهَبْ
وُلد في شوال سنة أربع وتسعين ومائة، وتوفي سنة ست وخمسين ومائتين ليلة الفطر، ودُفن بخَرْتَنْك قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها، وقبره معروف يُزار.
رَأَيْتُ بِخَطِّ الشَّيْخِ أَبِي الْفَتْحِ المُحْسِنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّاشِدِيُّ: أَنْشَدَنَا أَبُو سَعْدٍ