مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ (١) وكما قال في الرواية الأخرى: "يَطْوِي السَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ".
وللطيّ وراء إدراج القرطاس ونحوه معاني:
"الإخفاء" يقال: اطو هذا الحديث عنه أي: استره.
"والإعراض" يقال: طويت عن فلان أي: ولَّيت ظهري عنه.
"والإفناء" يقال: طويته بالسيف أي: أفنيته.
والمعنى أن السماوات مدرجات ومبدلات أي مصنوعات (٢) أو مُفْنَيَات.
وقوله: "بِيَمِينِهِ" من الأصحاب من لا يأوِّل اليد واليمين ونحوهما ويسميها صفات خبرية، وذلك بعد التنزيه والتحرز عن التشبيه وهذا قول الشيخ أبي الحسن الأشعري.
والمأولون منهم من حمل على القدرة والقوة، ويقال: سميت القوة يمينًا؛ لأن اليمينَ مخصوصةٌ بمزيد القوة، ومنهم من حمل اليمين ها هنا على القسم وقال: يفنيها بموجب قوله: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ (٣) كأنَّه حكمَ به وأقسمَ به، وقد ذكر القولان في قوله تعالى: ﴿فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ﴾ (٤) قيل: بالقوة، وقيل: بقسمه حيث قال: ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ﴾ (٥).
وهناك قول ثالثٌ: وهو الحمل على الجارحة.
(١) الزمر: ٦٧.
(٢) في الحاشية وفوقه رمز نسخة: مظبوطات.
(٣) القصص: ٨٨.
(٤) الصافات: ٥٧.
(٥) الأنبياء: ٥٧.