قال: فبكى هشام حتى اخْضَلَّتْ لحيته، وفي الحكاية طول اقتصرت على مقصودها (١).
الفصل الرابع
لاختصاص الملك الحقيقي بالله تعالى، وقصور ملك العبد يحسن به رعاية أمرين:
أحدهما: أن يُحْسِنَ المملوكية إذا لم يأت منه المالكية ولم تكمل له الملكية.
حَدَّثَ الشَّرِيفُ أَبُو السَّعَادَاتِ هِبَةُ اللهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ الْعَلَوِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُنْشِئُ لِنَفْسِهِ: وافر
إِذَا لَمْ تَكُنْ مَلِكًا مُطَاعًا … فَكُنْ عَبْدًا لِمَالِكِهِ مُطِيعَا
وَإِذْ لَمْ تَمْلِكِ الدُّنْيَا جَمِيعًا … كَمَا تَهْوَاهُ فَاتْرُكْهَا جَمِيعَا
هُمَا سَبَبَانِ مِنْ مُلْكٍ وَنُسْكٍ … يُنِيلَانِ الفَتَى الشَّرَفَ الرَّفِيعَا
فَمَنْ يَقْنَعْ مِنَ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ … سِوَى هَذَينِ يَحْيَى بِهَا وَضِيعَا
والثاني: أن يحترزَ عن المناوأة وعن ما لا يليق به من الأسماء والسمات.
رُوِيَ في "الصحيح" عن أبي هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "إِنَّ أَخْنَعَ الأَسْمَاءِ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِك الأَمْلَاكِ" (٢).
قال سفيان بن عيينة: هو شاها نشاه (٣).
(١) رواه ابن عساكر (١٦/ ١٠٠) من طريق الدارقطني.
(٢) "صحيح البخاري" (٦٢٠٦)، "صحيح مسلم" (٢١٤٣). قال الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٥٩٠): وهو المشهور في روايات هذا الحديث، وحكي عياض عن بعض الروايات: "شاه شاه".
(٣) في د: "شاه شاه".