و"إِيَّا" أيضًا لفظة تخصص بوصف في المضمرات التي هي في موضع النصب تقول: إيَّاك، وإيَّاه، وإيَّاي، وإيَّانا، وجُعِلَتْ الكاف والهاء بيانًا يُعلمُ به المخاطب من الغائب عند بعضهم مع ما بعده كالشيء الواحد.
ومنهم من قال: "إيَّا" مضافة إلى ما بعده، واستدلَّ عليه بما روي عنهم: "إذا بلغَ الرجلُ السِّتِّينَ فَإِيَّاهُ وَإِيَّا الشَّوابِّ" فأضافوها إلى الشَّوابِّ وَخَفَضُوا.
وقيل: الكاف والهاء والياء والنون هي الأسماء و "إيَّا" عماد لها؛ لأنها لا تقوم بنفسها وتتأخر تقول: ضربك وضربه، وإذا قدَّمت الكاف والهاء وصلتهما بـ "إيَّا" ولا يجوز أن يقال: ضربت إيَّاك؛ لأن الكاف تتصل بالفعل فلا حاجة إلى "إِيَّا" نَعَمْ لو وقعت فاصلة بين الفعل وبين الكاف جاز، كما تقول: ما ضربت إلا إيَّاك، ويجوز أن يقال: ضربتك إيَّاك؛ لأنَّ الكاف الأولى اتصلت بالفعل فإذا أعدتها احتاجت إلى عماد.
والمُحْدَثُ والْحَدَثُ فِي الدِّينِ: الْبِدْعَةُ.
وَالسُّنَّةُ: السِّيرَةُ وَالطَّرِيقَةُ، قَالَ الْهُذَلِيُّ:
فَلَا تَجْزَعَنْ مِنْ سِيرَةٍ أَنْتَ سِرْتَهَا … فَأَوَّلُ رَاضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُهَا (١)
أي: جَعَلْتَهَا سَائِرَةً فِي النَّاسِ.
يُقَالُ: سَارَتِ الدَّابَّةُ وَسَارَهَا صَاحِبُهَا أي سَيَّرَهَا، لازمٌ ومتعدٍّ.
ويقال: عَضَّهُ، وَعَضَّ به، وَعَضَّ عليه، وعضِضتُ بِاللُّقْمَةِ أَعَضُّ، وَعَضَضْتُ لُغَةٌ أيضا، وَعَضَّ الرَّجُلُ بِصَاحِبِهِ يَعَضُّ عَضِيضًا أي لَزِمَهُ، وما لنا في هذا الأمر مَعَضٌّ أي مُسْتَمْسكٌ.
(١) البيت من الطويل، انظر "لسان العرب"، "تاج العروس" (سنن).