﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ (١).
وبالسمع والطاعة تحصل السلامة عن الفتن، والتحرز عن الآفات، وبتقوى الله تحصل النَّجاة في الدَّارين عن الهلكات، فاشتمل ما أوصاهم به على بيان أهم المهمات.
وأنشد الحافظ عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف -وقد أجاز لنا غير واحد ممن أجاز لهم- قال قرأت على أبي محمد جعفر بن أحمد السراج قوله من كتابه:
سريع
يَا خَاطِبَ الدُّنْيَا إِلَى نَفْسِه … إِيَّاكَ أَنْ تَمْنَحَهَا نَظْرَهْ
سِيقَ إِلَى الْخُلْدِ الَّذِينَ اتَّقَوا … تَتْبَعُ مِنْهُمْ زُمْرَةٌ زُمْرَهْ
وَسِيقَ لِلنَّارِ فَرِيقٌ عَصَوْا … خَالِقِهَمْ إِذْ خَالَفُوا أَمْرَهْ
ولله درُّ من قَصَرَ بصرَه ونظرَه على من ليس منه بدٌّ، ولا لحكمه ردٌّ، ولا ينفع منه جدٌّ، ولا يحويه قُطرٌ ولا حدٌّ، وقطع همه عما سواه، ولم يطلب إلا إياه.
حَدَّثَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فِي "أسامي الأولياء" عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مَطَرٍ قَالَ: ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الصَّفَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازِ، عَنْ خَلَفٍ الْبَزَّازِ قَالَ: رَأَيْتُ شَيْبَانَ الرَّاعِي ذَاتَ لَيْلَةٍ صَلَّى ثَلَاثَمِائَةِ رَكْعَةٍ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: مِنْكَ أَهْرَبُ، وَإِيَّاكَ أَطْلُبُ، وَلَيْسَ لِي مِنْكَ بُدٌّ.
(١) آل عمران: ٣١.