ثُمَّ الْتَفَتَ فقال: "يَا غُلَامُ".
فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يا رسول الله.
فَقَالَ: "احْفَظِ الله … ". وَقَالَ في آخِرِهِ بعدما ذَكَرَ عَجْزَ النَّاسِ عن النَّفْعِ وَالضُّرِّ بما لم يُقَدِّرْهُ الله: "فإن اسْتَطَعْتَ أن تَعْمَل بِالصَّبْرِ مع الْيَقِينِ فَاعْمَلْ، فإن لم تَسْتَطِعْ فَاصْبِرْ، فإن في الصَّبْرِ على ما تَكْرَه خَيْرًا كَثِيرًا، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ مع الْكَرْبِ الْفَرَجَ، وَأَنَّ مع الْعُسْرِ الْيُسْرَ" (١).
وَأَمَّا رِوَايَةُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (٢):
فَأَنَبَا أبو مَنْصُورٍ الدَّيْلَمِيُّ، عن طِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، قال: أَنَبَا ابن بِشْرَانَ، قال: أَنَبَا ابن صَفْوَانَ قال: أَنَبَا ابن أبي الدُّنْيَا قَالَ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ قال: ثَنَا أبو بكر بن شَيْبَةَ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن المُطَّلِبِ بن أبي وَدَاعَةَ قال: حَدَّثَنِي زُهْرَةُ بن عَمْرٍو، عن أبي حَازِمٍ، عن سَهْلِ بن سَعْدٍ ﵁ أن رسول الله ﷺ قَالَ لعبد الله بن عَبَّاس: "يَا غُلَامُ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَنْتَفِعْ بِهِنَّ"؟
قَالَ: بَلَى يا رسول الله. قَالَ: "احْفَظِ الله … " (٣).
وذكر قريبًا من رواية عبد الملك بن عمير عن ابن عباس.
وروى بعض الحديث والدي ﵀ عن رسول الله ﷺ في المنام، سمعته يقول ورأيت بخطِّهِ في وُرَيْقَةٍ أثبت فيها عدَّةَ مناماتٍ له رأيت رسول الله ﷺ في المنام وأنا بنيسابور أقبل عليَّ وقال: "احْفَظِ الله يَحْفَظْكَ احْفَظِ الله تَجِدْهُ أَمَامَكَ،
(١) رواه الحاكم (٣/ ٥٤١).
(٢) في س، د: سعد بن سهل. وهو سهو من الناسخ.
(٣) "الفرج بعد الشدة" لابن أبي الدنيا (٧) كما رواه الرافعي من طريقه.