سبعمائة، وهذا ما أورده مقاتل في "التفسير" (١).
والثاني: في المغازي أنَّهم كانوا دون الألف وفوق تسعمائة.
ولعلَّ بعضهم عدَّ المقاتلة وبعضهم عدَّ الجميع، وبالجملة فلما نظر رسول الله ﷺ إلى قلَّةِ عِدَّةِ المسلمين وعُدَّتهم، وكثرة عِدَّةِ المشركين وعُدَّتهم؛ اغتمَّ لذلك فالتجأ إلى الله تعالى وتضرَّع ليكشف الغُمَّةَ بأن يؤيدَ المؤمنين بنصره، ويتمَّ النِّعمة بأن يخذلَ الكافرين بقهره، وهكذا ينبغي أن يفعلَ المؤمنُ إذا نابه ما يحزنه ويخاف منه.
وفيه ما يدلُّ على أنَّه يستحبُّ استقبال القبلة عند الدُّعاء ورفع اليد والإلحاح فيه.
وقد رُوِيَ أن الطُّفَيْلَ بن عَمْرو الدَّوْسِيِّ قدم على رسول الله ﷺ فقال: إن دَوْسًا عَصَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ الله؛ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وقال: "اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ" ثَلَاثًا (٢).
وعن سَلْمَانَ ﵁ قال: قال النَّبِيُّ ﷺ: "إِنَّ الله يَسْتَحْيِي مِنَ الْعَبْدِ أن يَرْفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ فَيَرُدَّهُمَا خَائِبَتَيْنِ" (٣).
وانتهت مُبَالَغَةُ رسول الله ﷺ في القصَّةِ في رفعِ اليد وإطالةِ الدعاءِ إلى أن
(١) "تفسير مقاتل" تفسير الآية ١٣ من سورة آل عمران.
(٢) رواه البخاري (٢٩٣٧)، ومسلم (٢٥٢٤) من حديث أبي هريرة.
(٣) رواه أبو داود (١٤٨٨)، والترمذي (٣٥٥٦)، وابن ماجه (٣٨٦٥)، وابن حبان (٨٨٠)، والحاكم ١/ ٧١٨.
قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما.
وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" (١٧٥٧).