وفي رواية عَلِيٍّ ﵁: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي" (١).
ولا يزالُ العبدُ يرغبُ إليهِ ويسألهُ الهدايةَ حتى يزيد الله الذينَ اهتدوا هدى، وإنَّ الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم، وإنَّ هدى الله هو الهدى، ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وقال أبو يزيد البسطامي: إذا طَلَعَتْ في القلب أَنْوَارُ عِنَايَة، وَانْكَشَفَتْ له أَسْرَارُ الرِّعَايَة، اسْتَحْكَمَتْ فيه قَوَاعِدُ الْهِدَايَة، وَتَوَلَّدَ منه صِدْقُ الْوَلَايَة، وننشد: طويل
وَإِنَّكَ لَلنَّجْمُ الَّذِي بِكَ أَهْتَدِي … وَإِنَّكَ لَلْمَوْلَى الَّذِي بِكَ أَقْتَدِي
وَأَنْتَ الَّذِي عَلَّمْتَنِي طُرُقَ الْعُلَى … وَأَنْتَ الَّذِي بَلَّغْتَنِي كُلَّ مَقْصِدِ
وَأَنْتَ الَّذِي بَلَّغْتَنِي كُلَّ رُتْبَةٍ … مَشَيْتُ بِهَا مِنْ فَوْقٍ أَعْنَاقِ حُسَّدِي
أَيَا مُلبِسِي النُّعْمَى الَّتِي جَلَّ قَدْرُهَا … لَقَدْ خَلُقَتْ تِلْكَ الثِّيَابُ فَجَدِّدِ
وتلفقت هذه الكلمات سحرَ اليوم وأنا أتردد بين اليقظة والنوم: سريع
وَاقِيةً مِثْلَ الَّتِي قَدْ مَضَتْ … وَنَحْنُ مَقْمُوطُونَ فِي مَهْدِنَا
عَهِدتَ مِنْ قَبْلُ عُهُودًا إِلَى … ذَرَّاتِنَا رَبِّ بِلَا جَهْدنَا
وَأَنْتَ تَدْرِي ضَعْفَنَا رَبَّنا … فَقَوِّنَا نَجْرِي عَلَى عَهْدِنَا
ارْفُقْ بِنَا وامْنُنْ عَلَى عَجْزِنَا … بِرَحْمَةٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَاهْدِنَا
آخر المجلس الثامن عشر من أماليه رحمة الله عليه والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلامه
(١) رواه مسلم (٢٧٢٥).