"وَامْتُحِشُوا" وجعل الِامْتِحَاشَ كالمَحْشِ.
و"مَاءُ الْحَيَاةِ" يُصَبُّ عليهم من الجنَّةِ سُمِّيَ ماء الحياة لأنَّهم يَحْيَوْنَ بِهِ.
و"الْحِبَّةُ" بُذُورُ البُقُولِ، ويقال: حبُّ الرياحين، وأما الحنطة ونحوها، فيقال لها: الْحَبُّ والْحَبَّةُ، وشبه نباتهم بنبات الْحِبَّةِ إشارة إلى سرعته فإنَّ الْحِبَّةَ يسرع نباتها لارتوائها من الماء وتهيؤها للنبات إذا صادفت التُّراب.
و"الْحَمِيلُ" ما احتمله السيل من غُثاءٍ وطينٍ وغيرهما، فعيل بمعنى مفعول.
وقوله: "قَشَبَنِي رِيحُهَا" الأشهر من معناه: سَمَّنِي، وكُلُّ مَسْمُومٍ قَشِيبٌ ومُقَشَّبٌ. والقِشْبُ: السُّمُّ، والقَشْبُ: خَلْطُ السُّمِّ بِالطَّعَامِ.
وقوله: "وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا" هكذا يروى في الأكثر بالفتح والمد وهو قضية صورة الخط؛ لأنَّهم أثبتوا بعد الألف واوًا، والذي يصحُّ في اللغة من شِدَّةِ حَرِّ النَّارِ وتوقدها القصر، يقال: ذَكَتِ النَّارُ تَذْكُو ذَكًا وذُكُوًّا، والذَّكاء بالمد: تمامُ السِّنِّ وبُلوغُ كُلِّ شيءٍ مُنتهاه، وأيضًا ذكاء القلب وحدّة الخاطر، فإن ثبت رواية القصر فذاك وحق الواو أن تُطرح وإلَّا فيمكن أن يراد به تمام الاشتعال ونهايته، وقد يُرد إلى ذلك ذكاء الخاطر أيضًا.
وقوله: "انْفَهَقَتْ لهُ" أي: انْفَتَحَتْ وَاتَّسَعَتْ، يقال: أَفْهَقْتُ الْإِنَاءَ فَفَهِقَ فَهَقًا، وهو الِامْتِلَاءُ، وبئرٌ مِفْهَاقٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ، ومنه الثَّرْثَارُونَ المُتَفَيْهِقُون: وهم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به الأفواه.
وفي بعض الروايات بدل "الْخَيْرِ وَالسُّرُورِ": "الْحَبْرَةِ وَالسُّرُورِ".
وقوله: "حَتَّى يَضْحَكَ الله مِنْهُ" أي: يظهر له الرضا والقبول، يقال للراضي المستبشر: ضَاحِكٌ، ويزاد في الاستعارة فيقال الانبساط والانجلاء والظهور: