الفصل الأول
هذا حديثٌ ثابتٌ محفوظٌ عن رسول الله ﷺ من رواية معاذ بن جبلٍ وعبادة بن الصامت، أورده حميد بن زنجويه النسوي والأئمة من روايتهما.
وهو عزيزٌ من الرواية المسوقة، وشريفٌ لاشتمالها على سماع الصَّحابي عن الصَّحابي على الاختلاف في شرحبيل، ورواية التَّابعي عن التَّابعي.
وليس في الإسناد رواية شرحبيل عن عمرو، ولا رواية أبي طيبة عن شرحبيل، وإنَّما الأشبه باللَّفظ رواية أبي طيبة عن عمرو؛ ولذلك قلت: إنَّ الرواية تشتمل على سماع الصَّحابي عن الصَّحابي ورواية التَّابعي عن التَّابعي.
وعمرو بن عَبَسَةَ أبو نجيح السلمي، وربما يقال: عنبسة، من السابقين الأولين من الصَّحابة، ذكرناه في المجلس السادس.
روى عنه: ابنه عبد الرحمن بن عمرو، وغيره، وعدَّهُ أبو سعيد بن الأعرابي في أهل الصُّفَّةِ.
وحَدَّثَ الْحَافِظُ أبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ في "الْحِلْيَةِ" عَن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ قال: ثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قال: ثَنَا سَعِيدُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَن عَبَّادِ بْنِ العَوَّامِ، عَن حُصَيْنٍ عَن (١) عِمْرَانَ بْنِ الْحَارِثِ أنَّهُ رَأَى عَمرَو بنَ عَبَسَةَ نَائِمًا فِي بَرِّيَّةٍ (٢) نِصْفَ النَّهَارِ وَقَد أظَلَّتْهُ سَحَابَةٌ مَا فِيهَا فَضْلٌ، قال: فأَيْقَظْتُهُ.
فَقَالَ: إِنَّ هَذَا شَيْءٌ أُتِينَا بِهِ، لَئِنْ عَلِمْتُ أنَّكَ أخْبَرْتَ بِهِ لَا يَكُونُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ
(١) في س، د: بن. وهو خطأ، والمثبت من "حلية الأولياء": وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي ترجمته في "تهذيب الكمال" (٦/ ٥١٩).
(٢) البَرِّيَّةُ: الأَرضَ المنسوبةُ إِلى البَرِّ، وهي بَرِّيَّة إِذا كانت إِلى البرِّ أَقربَ منها إِلى الماء. "لسان العرب" (برر).