ويعرف بِالْكَجِّيِّ وَبِالْكَشَّيِّ (١). مشهورٌ بالفضلِ والأمانةِ.
سمع: محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا عاصم النبيل، وحجاج بن المنهال، وأبا الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب، والقعنبي.
وروي عنه: أبو القاسم البغوي، وإسماعيل الصفار، وأبو عمرو السَّماك، والطبراني، وأبو عمرو بن نُجيد، وأخرج عنه محمد بن إسحاق السراج في "صحيحه".
ويذكر أنه لما قدم أبو مسلم بغداد وأملى حضر مجلسه الخلق الكثير، حتى كان فيهم سبعة مستملين يُبَلِّغُ كُلُّ واحد منهم صاحبه، وإن طائفة من الناس كانوا يكتبون قيامًا لشدة الزحمة.
ولد سنة مائتين، ومات سنة اثنتين وتسعين ومائتين هذا هو الأشهر.
وذكر الخليل الحافظ أنه نَيَّفَ على المائة (٢).
وتولى أبو مسلم بعض الأعمال بالشام، ومدحه البحتري بأشعارٍ منها قوله في قصيدةٍ: وافر
وَلَعَمرِي لَئِنَ دَعَوْتُكَ لِلْجُودِ … لقَدمًا (٣) لَبَّيْتَنِي بِالنَّجَاحِ
خُلُقٌ كَالغَمَامِ لَيْسَ لَهُ بَرْقٌ … سِوَي بِشْرِ وَجْهِكَ الوَضَّاحِ
ارْتَيِاحًا لِلطَّالِبِينَ وَبَذْلَا … وَالْمَعَالِي لِلْبَاذِلِ المُرْتَاحِ (٤)
(١) انظر "سير أعلام النبلاء" (١٣/ ترجمة ٢٠٩).
(٢) "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" (٢/ ٥٢٩).
(٣) قوله: لَئِنَ دَعَوْتُكَ لِلْجُودِ لقدمًا. في س، د: دعوت أنا الجود. والمثبت من "تاريخ بغداد"، "الوافي بالوفيات".
(٤) انظر "تاريخ بغداد" (٦/ ١٢٣)، "الوافي بالوفيات".