مَكَانَتِهِمْ﴾ (١).
وَالْمَكَانَةُ: المَنْزِلَةُ، يُقَالُ: فُلَانٌ مَكِينٌ: بَيِّنُ المَكَانَةِ، وتُوُهِّمَ الميم أصلية لكثرة لزومها الكلمة فقالوا: تَمَكَّن، كما قالوا من المسكين: تَمَسْكَن.
وأرادت ما يمنعني من التحرك إلا موضع رسول الله ﷺ من فخذي لئلا يستيقظ.
و"غير" كلمة مخالفة والجمع: أغيار، ويوصف بها ويستثني:
فالوصف كما تقول: زيد غير بخيل، وإذا وصفت بها أعربتها بإعراب ما قبلها، ومنه قول تعالى: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ أي: اهدنا صراطَ الْمُنْعَمِ عليهم الذين من صفتهم أنهم غير مغضوب عليهم.
ويقال: إنَّ ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ بدل من ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾.
والاستثناء كما تقول: رأيت القوم غير زيد، وإذا كانت للاستثناء خفضت ما بعدها وتُعْربُ هي بإعراب الاسم الواقع بعد "إلا" لو استعملت بدلها "إلا" تقول: ما جاءني غير زيد، كما تقول: "إلا زيد" وما رأيت غير زيد، كما تقول: إلا زيدًا.
وقد ترد بمعني "لا" كما في قوله تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ﴾ (٢) أي: لا باغيًا ولا عاديًا.
وقولها: "حَتَّى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ" يمكن أن يحمل عليه أي: أصبح على منزل بلا ماء، ويمكن أن تقدر صفة، يقال: نزل على ماء وعلى غير ماء، أي: منزل فيه
(١) يس: ٦٧.
(٢) البقرة: ١٧٣.