أنه خرج على كبر سِنِّهِ إلى مكة بعد ما حج مرارًا وغرضه أن يطوف بالبيت ويستلم الركن بِمِحْجَنٍ (١) وهو على بعيره، وأنه كان إذا مرض لا يتداوي ولا يُخْبِرُ أحدًا بعِلَّتِهِ. وعن محمد بن عباسٍ السَّلِيطيِّ قال: سمعت مُحَمَّدَ بْنَ أسْلَمَ يُنْشِدُ: كامل
إِنَّ الطَّبِيبَ بِطِبِّهِ وَدَوَائِهِ … لَا يَسْتَطيعُ دِفَاعَ مَقْدُورٍ أَتَي
مَا لِلطَّبِيبِ يَمُوتُ بِالدَّاءِ الَّذِي … قَدْ كَانَ يُبْرِئُ مِثْلَهُ فِيمَا مَضَى
هَلَكَ الْمُدَاوَى والْمُدَاوِي وَالَّذِي … جَلَبَ الدَّوَاءَ وَبَاعَهُ وَمَنِ اشْتَرَي (٢)
توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وابن وكيع (٣): هو محمد بن وكيع بن دواس بن الشرقي الطوسي شيخ من أهل طوس. وروى عن محمد بن أسلم "مسنده" و "الأربعين" له.
روى عنه: أبو عليٍّ زاهر السَّرخْسِيُّ، وأحمد بن منصور بن عيسى الزاهد.
وزاهر بن أحمد مذكور في المجلس الذي تقدم.
وأبو عثمان (٤): هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر الصَّابُونِيُّ.
من أكابر أئمة نيسابور المشهورين بِالْحَظِّ الوافر من العلوم والقبول التام عند الخاص والعام، وكان يلقب بالأستاذ الإمام شيخ الإسلام.
سمع: أبا طاهر بن خزيمة، وأبا نعيم عبد الملك بن محمد، والأستاذين أبا بكر بن مهران، وأبا طاهر الزيادي، وجده أحمد بن إسماعيل، وأبا عبد الله
(١) هُوَ عَصَا مَحْنِيَّة الرَّأْسِ.
(٢) انظر "سير أعلام النبلاء" (١٢/ ٢٠٤).
(٣) انظر "تكملة الإكمال" (٤/ ترجمة ٤٧٨١).
(٤) انظر "سير أعلام النبلاء" (١٨/ ترجمة ١٧).