الْقَاضِي أبا زَيْدٍ عبد الرحمن بن محمد بن حَبِيبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَنْصُورٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أحمد بن سَلَمَةَ يَقُولُ: سَمِعُتُ الدُّورِيُّ يقول: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَطُوفُ بالكعبة فلما حاذى الْمِيزَابَ رفع طَرْفَهَ فقال: إليك مَدَدْتُ يَدَيْه، وفيما عِنْدَكض عَظُمَتْ رَغْبَتيْه فاقبل تَوْبَتَيْه.
وَسَمِعْتُ الْقَاضِي أبا زَيْدٍ قال: أَنْشَدَنِي محمد بن عبد الأعلى، أَنْشَدَنَا لُؤْلُؤٌ (القيصري) (١): مجتث
مَا أَقرْبَ المَوْتَ منَّا … تَجَاوَزَ اللهُ عَنَّا
كَأَنَّه قَدْ سَقَانَا … بِكَأْسِهِ حَيْثُ كُنَّا
وأبو زرعة المقدسي ذكرته في المجلس الثاني عشر.
الفصل الثاني
الْخِدَاجُ: النُّقْصَانُ، يُقَالُ: خَدَجَتِ النَّاقَةُ تَخْدُجُ خِداجًا فَهِيَ خَادِجٌ: إِذَا أَلْقَتْ وَلَدَهَا قَبْلَ تَمَامِ الْأَيَّامِ وَإِنْ كَانَ تَامَّ الْخَلْقِ، وَأَخْدَجَتْ: إذَا جَاءَتْ بِوَلَدِهَا نَاقِصَ الْخَلْقِ وَإِنْ كَانَتْ الْأَيَّامُ تَامَّةً فَهِيَ مُخْدِجٌ وَالْوَلَدُ مُخْدَجٌ. وَفُلَانٌ مُخْدَجُ الْيَدِ أي: نَاقِصُهَا.
وَقَوْلُهُ: "فَهِيَ خِدَاجٌ" قيل: أي ذات خِدَاجٍ: أي نُقصان، وقيل: أي مُخْدَجَةٌ، أقيم المصدر مقام الاسم.
وَقَوْلُه: "وَرَاءَ الْإِمَامِ" أي: خلفه، والكلمة من الأضداد فقد ترد بمعنى الأمام كما في قوله تعالى: ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ﴾ (الكهف: ٧٩).
(١) في س، د: المصري. والمثبت من "التدوين في أخبار قزوين" (١/ ٦٤). وانظر ترجمته في "تاريخ بغداد" (١٣/ ترجمة ٦٩٧٨).