ببغداد، وبدا له من القبول ما لم يُعهد مثله، وعاد والقبول غضٌّ وزائدٌ على ما كان، وكاد التعصب له يؤدي إلى الفتنة، فاستحضره الصاحب نظام الملك من بغداد إلى أصبهان وهو بها، وأكرم مورده لما انتهى إليه، ووصله بصلات سنية، ورد إلى خراسان وكان أكثر صَغْوِهِ (١) في آخر أيامه إلى الحديث وإملائه.
توفي في سنة أربع عشرة وخمسمائة في جمادى الآخرة.
الفصل الثاني
"لا" قد تكون للنهي: إما لنهي الحاضر كقولك "لا تقم" أو الغائب كقولك "لا يقم زيد".
وقد تكون جوابًا عن السؤال على مضادة نعم وبلى.
وقد تقع زائدة كما في قوله تعالى: ﴿مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ﴾ (الأعراف:١٢) أي: أن تسجد، وقال تعالى: ﴿لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ﴾ (الحديد: ٢٩) أي: لأن يعلم.
وقد تكون للنفي: وتدخل تارة على الفعل كما يقال: هو يفعل كذا غدًا فنقول: لا تفعل.
وتارة على الاسم: وهو إما نكرة كقولك: "لا رجل في الدار" والمقصود نفي الجنس، وتجعل النكرة والحالة هذه مع "لا" كالشيء الواحد، وتبني على الفتح ويحذف منه التنوين كما حذف من خمسة عشر.
وإما مضاف كقولك: "لا غلامَ زيد عندك"، "ولا ثوبَ خزٍّ لك" ونصبوا الغلام والثوب بإعمال "لا" فيه تشبيهًا لها بأن؛ لأن "أن" للتحقيق والإثبات، و "لا" للنفي، فحمل النقيض على النقيض، ومعلوم أنك تقول: أن غلام زيد عندك
(١) أي: ميله.