أصلي الظهر، أو أن أشرب الخمر، هل يجعل ذلك يمينًا حتى إذا خالف لزمته الكفارة؟
والأظهر على ما ذكره جماعةٌ أنه يجعل يمينًا.
واعلم أنَّ الوفاء بالنَّذر حسنٌ أثنى الله تعالى على الوافين به فقال: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ (الإنسان: ٧) وأمر بالوفاء بالعهد فقال: ﴿أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ (المائدة: ١) وإذا كان من قضايا الكرم أن لا يجاب السائل بـ "لا" ولم يسبق من المسئول وعدٌ ولا تقدم عهدٌ حتى قال بعضهم يمدح ويصف الممدوح بأنه يمنح: بسيط
مَا قَالَ لَا قَطُّ إِلَّا فِي تَشَهُّدِه … لَوْلَا التَّشَهُّدُ لَمْ يُسْمَعْ لَهُ لَا
فَالوَفَاءُ بِالنَّذْرِ بَعْدَ التِزَامِه تَوكيدٌ للعهد وإحكامه أولى بالمحافظة عليه.
وقول جميلٍ: طويل
بُثَيْنَ الْزَمِي لَا إنَّ لَا إِنْ لَزِمْتِهِ … عَلَى كَثْرَةِ الْوَاشِينَ خَيْرُ مَعُونِ
لم يقصد به تحقيقُ نفيٍ؛ وإنما قصد نفي ما يشغل ويعوق من صنع الواشين، لتستقرَّ قدمُهُ في المحبة ويوفي حقوقها.
وقد يقصد بالنَّفي سيما إذا تكرر تناول نوعين أو التعرض لطرفين تحقيقُ وسط معتدل وإثباته كما قال تعالى: ﴿لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ﴾ (البقرة: ٦٨) ويقرب منه قوله تعالى: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ فإنَّ المعنى صراط الذين أنعمت عليهم، لا الذين غضبت عليهم، ولا الذين ضلُّوا، وفي ذلك تحقيق النعمة والمنعم عليهم بنفي أضدادها.
ويذكر أنَّ مريضًا أتى ابن سيرين فقال: رأيت في المنام كأنَّ قائلًا يقول لي: إن