فَتَمَسُّهُ النار إلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ" (١).
وقد يُبَغِّضُ إلى النفس الحياة فقدان من كان يحببها إليها، ذكر أبو سليمان الخطابي في كتاب "العزلة" (٢) أن ابن الزِّيبَقِيِّ أنشده قال: أَنْشَدَنِي الْكُدَيْمِيُّ قال: أَنْشَدَنِي الْأَصْمَعِيُّ: وافر
لَقَدْ زَادَ الْحَيَاةَ إِلَىَّ حُبًّا … بَنَاتِي إنَّهُنَّ مِنَ الضِّعَافِ
مَخَافَةَ أَنْ يَذُقْنَ الْفَقْرَ بَعْدِي … وَأَنْ يَشْرَبْنَ رَنْقًا بَعْدَ صَافِ
الفصل الثاني
في "آمين" لغتان مشهورتان: قصر الألف ومدها.
وعلى لغة القصر قيل:
تَمَنَّيتُمُ مِنَّا الْبِعَادَ لِتَبْعَدُوا … أَمِينَ فَزَادَ الله مَا بَيْنَنَا بُعْدَا
أي: كان لكم ما تمنيتم، ثم أكَّد معنى قوله "أمين" بقوله فزاد الله ما بيننا بعدًا.
وعلى لغة المدِّ قيل: بسيط
يَا رَبِّ لَا تَسْلُبَنِّي حُبَّهَا أَبَدًا … وَيَرْحَمُ الله عَبْدًا قَالَ آمِينَا
والأصل القصر؛ لأنه على وزن فعيل، وأما آمين فوزنه فاعيل، وهذا البناء من أبنية العجم كقابيل وهابيل، وكذلك قال عطية العوفي: "آمين" كلمة ليست بعربية، إنما هي عبرية أو سريانية، ومن قال أنها عربية قال: إنَّ الألف متولدة من إشباع فتحة الهمزة.
(١) رواه البخاري (٦٦٥٦)، ومسلم (٢٦٣٢/ ١٥٠).
وقوله: "إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ" معناه: قال النووي في شرح مسلم: ما ينحل به القَسَمُ وهو اليمين.
(٢) "العزلة" (ص ٨٣).