وعن أبى منصور الدّينورىّ، أنّه قال (١): أهدى العميرىّ قاضى قزوين، إلى الصّاحب كتبا، وكتب معها قوله:
العميرىّ عبد كافى الكفاة … ومن اعتدّ فى وجوه القضاة
خدم المجلس الرّفيع بكتب … مفعمات من حسنها مترعات
فوقّع تحت البيتين:
قد قبلنا من الجميع كتابا … ورددنا لوقتنا الباقيات (٢)
لست أستغنم الكبير فطبعى … قول خذ ليس مذهبى قول هات (٣)
وكتب إليه بعض العلويّة (٤)، يخبره بأنّه رزق مولودا، ويسأله أن يسمّيه ويكنّيه.
فوقّع فى رقعته: أسعدك الله بالفارس الجديد، والطالع السّعيد، فقد والله ملأ العين قرّة، والنفس مسرّة مستقرّة، والاسم علىّ؛ ليعلى الله ذكره، والكنية أبو الحسن، ليحسن الله أمره، فإنّى أرجو له فضل جدّه، وسعادة جدّه، وقد بعثت لتعويذه دينارا من مائة مثقال، قصدت به مقصد الفال، رجاء أن يعيش مائة عام، ويخلص خلاص الذّهب الإبريز من نوب الأنام، والسّلام.
وعن أبى النّصر العتبىّ، أنّه قال (٥): كتب بعض أصحاب الصّاحب رقعة إليه فى حاجة، فوقّع فيها، ولمّا ردّت إليه لم ير فيها توقيعا، وقد تواترت الأخبار بوقوع التّوقيع فيها، فعرضها على أبى العباس الضّبّىّ، فما زال يتصفّحها حتى عثر بالتّوقيع، وهو ألف واحدة، وكان فى الرّقعة: فإن رأى مولانا أن ينعم بكذا فعل. فأثبت الصّاحب أمام «فعل» ألفا، يعنى: «أفعل».
وقال أبو نصر سهل بن المرزبان (٦): كان الصّاحب إذا شرب ماء بثلج، أنشد على أثره:
(١) يتيمة الدهر ٣/ ١٩٨.
(٢) فى اليتيمة: «لوقتها الباقيات».
(٣) فى اليتيمة: «أستغنم الكثير».
(٤) يتيمة الدهر ٣/ ١٩٨.
(٥) يتيمة الدهر ٣/ ١٩٩.
(٦) يتيمة الدهر ٣/ ٢٠٠.