لم ألق مستغنيا إلاّ تحرّك لى … عند اللّقاء له الكبر الذى فيه
ولا حلا لى من الدنيا ولذّتها … إلاّ مقابلتى للتّيه بالتّيه
*وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: سمعت ابن المبارك قرأ شيئا من القرآن، ثم قال: من زعم أنّ هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم.
وكان وفاة ابن المبارك-كما قاله الذّهبىّ -بهيت، فى رمضان، سنة إحدى وثمانين ومائة، رحمه الله تعالى.
ومحاسن ابن المبارك ومناقبه وفضائله لا تدخل تحت الحصر، وفيما ذكرناه منها مقنع، ونحن نسأل الله تعالى، ونتوسّل إليه بنبيّه محمد ﷺ، وبأبيه إبراهيم الخليل ﵊، وأولاده السّادة الأكرمين، وجميع الأنبياء والمرسلين، وبعبد الله بن المبارك، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، أن يتوفّانا على الإسلام، وأن يدخلنا فى شفاعة سيّد الأنام، وأن لا يعسّر علينا مرادا، وأن لا يردّ بخيبة الحرمان لنا مرتادا، إنّه جواد كريم، رءوف رحيم، لا يخيّب من سأله، ولا يردّ من قصده، آمين.
***
١٠٧٧ - عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن غنائم بن
المهندس، صلاح الدين (*)
ذكره ابن حجر، فى «الدّرر» فقال: ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة. وسمع من أحمد بن عبد المنعم، ومحمد بن مروان، وأبى نصر بن الشّيرازىّ، وأحضر على عمر القوّاس «معجم ابن جميع». وأجاز له التّقىّ الواسطىّ، وجماعة. ونزل حلب، وحدّث بالكثير، وتفرّد.
قال: وسمع منه شيخنا الحافظ أبو الفضل.
وقال ابن رافع، فى «معجمه»: خرّج له والده «أربعين حديثا» من عواليه، وكتب بخطّه بعض الطّباق، واشتغل، ونزل بالمدارس، وحجّ مرارا على قدميه من مصر ودمشق.
قال: وأخبرنى أنّه حفظ «المختار»، وعرضه على القاضى الحريرىّ، سنة عشر،
(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة ٢/ ٣٨٧، كشف الظنون ٢/ ١٠٩٩، هدية العارفين ١/ ٤٦٦.