١١٢٤ - عبد البرّ بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد-
أربع محمّدين-بن محمود، أبو البركات بن المحبّ أبى الفضل
ابن المحبّ أبى الوليد الحلبىّ، ثم القاهرىّ، ويعرف
كسلفه بابن الشّحنة (*)
ولد فى تاسع ذى القعدة سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بحلب، وانتقل منها صحبة أبيه إلى القاهرة، وحفظ القرآن الكريم، وكتبا من مختصرات العلوم. وسمع ببيت المقدس جمال الدّين ابن جماعة، شيخ الصّالحيّة، والحافظ القلقشندىّ، وغيرهما. وسمع بمصر جماعة من الحفّاظ. وأخذ فى الفقه عن العلاّمة قاسم بن قطلوبغا، والشّمنّىّ، والكافيجىّ، وغيرهم.
وأجيز بالإفتاء والتّدريس، وأفتى، ودرّس، وناب فى القضاء، وحجّ مع والده.
وله النّظم والنّثر. وقد أورد له السّخاوىّ، فى «الضّوء اللاّمع» من الشّعر قوله (١):
أأنصار الشّريعة لم تراعوا … سيفنى الله قوما ملحدينا
ويخزيهم وينصركم عليهم … ويشف صدور قوم مؤمنينا
قال السّخاوىّ: وهو-يعنى هذا الشّعر-عندى بخطّه.
والذى يظهر من كلام السّخاوىّ فى ترجمة عبد البرّ هذا، أنّه كان من المتحاملين عليه، المتعصّبين الكبار فى إظهار مساويه، وإخفاء محاسنه، كما هو دأبه فى حقّ أكثر العصريّين له، سامحه الله تعالى.
ومن شعره الذى نسبه إليه فى «الضّوء اللاّمع» أيضا، قوله فى هجو البقاعىّ (١):
إنّ البقاعىّ البذي لفحشه … ولكذبه ومحاله وعقوقه
لو قال إنّ الشمس تظهر فى السّما … وقفت ذوو الألباب عن تصديقه
والظّاهر أنّه هو الذى هجاه السّلمونىّ (٢) الشاعر المشهور، بالقصيدة المشهورة.
*وما زالت الأشراف تهجى وتمدح*
(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون ٦٠٢،١/ ٣١١، شذرات الذهب ٨/ ٩٨ - ١٠٠، الضوء اللامع ٤/ ٣٣ - ٣٥، كشف الظنون ١٨٦٦،١٨٦٥،١٥١٥،٢/ ٩٦٠،٨٢١،٥٩٦،١٥٠،١/ ٩٧، الكواكب السائرة ١/ ٢٢٠. وكانت وفاته سنة إحدى وعشرين وتسعمائة.
(١) الضوء اللامع ٤/ ٣٤.
(٢) هو عبيد بن عبد الله بن محمد السلمونى-نسبة لسلمون الغبار بالغربية-الأزهرى الشافعى، ولد سنة أربع وخمسين وثمانمائة، وله فى المدح والهجو شئ كثير. الضوء اللامع ١٢٢،٥/ ١٢١.