وقال فى «الغرف العليّة»: كان والده حنبليّا، فلمّا مات تحنّف هو، وأخذ فقه الحنفيّة عن الضّياء محمد الهروىّ (١)، والشيخ عبد الرحمن (٢) خال علاء الدين البخارىّ، وبحث فى الفقه على مذهب الإمامين الشافعىّ وأحمد، رضى الله تعالى عنهما.
إلى أن قال: وقد أشير إليه فى النحو، والتّصريف، والمعانى، والبيان، والمنطق، والجدل، وآداب البحث، والأصلين، والطبّ، والفقه، والقراءات، والتفسير، والتّصوّف. وأقبل الناس عليه، وانتفع به خلائق.
ثم ذكر من أخذ عنهم الحديث، والكتب التى سمعها، وعدّد طائفة منها.
وذكر له السّخاوىّ، فى «الضّوء اللاّمع» ترجمة واسعة، خلاصتها نحو ما ذكرنا، ثم قال: ولم يخلّف بعده فى مجموعه مثله. والله تعالى أعلم.
***
١٢٣١ - عبد السلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن
ابن عبد السلام بن الحسن اللّمغانىّ،
القاضى، أبو محمد (*)
المتقدّم ذكر والده، وولده (٣)، والآتى ذكر أخيه يوسف فى محلّه.
تفقّه على والده، وسمع، وحدّث، وناب فى القضاء ببغداد، عن قاضى القضاة أبى طالب علىّ ابن علىّ البخارىّ، وعن قاضى القضاة أبى الحسن على (٤) ابن سلمان (٥).
ودرّس بمدرسة سوق العميد (٦).
وكان فاضلا متديّنا، حسن الأخلاق، متواضعا، أحد الفقهاء المعتبرين.
(١) فى النسخ: «البروى». والمثبت من: الضوء اللامع.
(٢) هو التشلاقى أو القشلاغى، بالقاف والشين والغين المعجمتين. كما فى الضوء.
(*) ترجمته فى: التكملة لوفيات النقلة ٢٤٨،٣/ ٢٤٧، الجامع المختصر، لابن الساعى ٢٧٧،٩/ ٢٧٦، الجواهر المضية، برقم ٨١٠، معجم البلدان ٤/ ٣٤٣.
(٣) تقدم الأول برقم ٥٠٦، فى ٢/ ١٩٢، والثانى برقم ٥٠٨، فى ٢/ ١٩٣.
(٤) أى: ابن عبد الله.
(٥) فى النسخ: «سليمان». وانظر ما يأتى فى ترجمته.
(٦) فى معجم البلدان ٤/ ٣٤٣: «المعروف بزيرك».