من فضّل النّرجس وهو الذى … يرضى بحكم الورد إذ يغرس
أما ترى الورد غدا جالسا … إذ قام فى خدمته النّرجس
فقال مجد الدين ابن سحنون، يجيبه (١):
ليس جلوس الورد فى مجلس … قام به نرجسه يوكس
وإنّما الورد غدا باسطا … خدّا ليمشى فوقه النّرجس (٢)
قال: وطلب منه الشيخ عفيف الدين التّلمسانىّ (٣)، أن يعيره كتاب «فصوص الحكم» الذى صنّفه الشيخ ابن عربىّ، فمنعه إيّاه، وكتب إليه:
منعتك ذا الكتاب وكان رأيا … لمعنى حلّ فيه على الخصوص
فإنّك لا يليق وأنت شيخ … بأن نلقاك تلعب بالفصوص
***
١٣٤٧ - عبد الوهّاب بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن
إبراهيم بن عربشاه (*)
الشيخ، الإمام، العالم، العلاّمة، العامل، البارع، الكامل، تاج الدين، أبو الفضل.
المتقدّم ذكر أبيه فى محلّه (٤).
ولد بحاج ترخان (٥)، فى سنة ثلاث عشرة وثمانمائة. ونشأ مشتغلا بالعلم، مواظبا عليه، فأخذ/ عن أبيه وعن غيره، إلى أن برع فى أوانه، وغبّر بين أقرانه.
وناب فى القضاء بمصر والشام.
ومهر فى صناعة التّوقيع، ثم ولى القضاء بالشام استقلالا، ولكن لم تطل مدّته. ثم قدم القاهرة، وولى تدريس الصّرغتمشيّة.
وكان فى الفضائل قريبا من أبيه، ومساويا له.
(١) فوات الوفيات ٢/ ٤١٨.
(٢) فى الفوات: «خدا تمشّى».
(٣) هو سليمان بن على بن عبد الله، شاعر من الصوفية، توفى بدمشق سنة تسعين وستمائة. البداية والنهاية ١٣/ ٣٢٦، شذرات الذهب ٥/ ٤١٢، فوان الوفيات ٢/ ٧٢ - ٧٦، النجوم الزاهرة ٣٠،٨/ ٢٩.
(*) ترجمته فى: شذرات الذهب ٨/ ٥، الضوء اللامع ٩٨،٥/ ٩٧. كشف الظنون ١٠٥٦،٢/ ٩٢٥،٧٥٩،٦٢٠،١/ ٦٧، ١٧٩٦،١٤٠٥، الكواكب السائرة ٢٥٨،١/ ٢٥٧. ونسبته: «الطرخانى».
(٤) برقم ٣٢٥، فى ١/ ٥٥ - ٥٩.
(٥) فى الضوء: «طرخان».