وسمع على والده، وعلى الشّرف ابن الكويك (١).
وتفقّه، وبرع، وتفنّن.
وولى نظر الإصطبل، ثم كتابة السّرّ، ثم مشيخة المؤيّديّة، ثم قضاء الحنفيّة.
مات فى سنة ست وسبعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
وذكره السّخاوىّ فى كتابه «بغية العلماء، والرّواة»، الذى جعله ذيلا على كتاب «رفع الإصر عن قضاة مصر»، لشيخه الحافظ شهاب الدّين ابن حجر، فقال ما ملخّصه: إنّه ولد فى ثانى عشر جمادى الآخرة، سنة عشر وثمانمائة، ببيت المقدس.
وقدم مع أبيه القاهرة وهو صغير، وحفظ القرآن العظيم، ثم حفظ «المغنى» للخبّازىّ، و «المختار» و «المنظومة»، و «التلخيص»، وكذا حفظ «الحاجبيّة» فى سبعة وعشرين يوما، وقطعة من «مختصر ابن الحاجب».
وتفقّه بالسّراج قارئ «الهداية»، قرأ عليه «الهداية» بكمالها، وكذا أخذ عن والده، وأخيه سعد الدّين الآتى ذكره، وعنه أخذ أصول الدّين.
وأخذ العربيّة/وغيرها عن الشّهاب الحنّاوىّ، والعزّ عبد السلام البغدادىّ، وكتب الخطّ الحسن.
ودرّس بالفخرية فى حياة والده، قبل استكماله خمس عشرة سنة، وناب عنه فى مشيخة المؤيّديّة.
وعرف بقوّة الحافظة، وولى تدريس الفقه بمدرسة سودون من (٢) زاده، وناب عن أخيه فى القضاء بتفويض من السّلطان، ثم وليه استقلالا بعد صرف القاضى محبّ الدّين ابن الشّحنة، فباشره مباشرة حسنة، بفقه ونزاهة، وأكّد على النّوّاب فى عدم الارتشاء، وحسن تصرّفه فى الأوقاف وغيرها، وحمدت سيرته، وسلك طريق الاحتشام.
(١) فى نظم العقيان بعد هذا: «وأجاز له»، وبعده بياض.
(٢) فى ص، ن: «بن»، والمثبت فى: ط، وبغية العلماء والرواة، والضوء اللامع.