تفقّه على والده، وغيره، وقرأ التفسير والنحو على يزيد بن أيّوب الحنفىّ، وقرأ النحو أيضا على صدر الدين، تلميذ أبى البقاء العكبرىّ، وعلى قاضى سيواس، تلميذ ابن الحاجب فى النّحو والتّصريف، وقرأ «الجامع الكبير»، و «الزيادات» للعتّابىّ، على الشيخ شمس الدين الماردانىّ، وقرأ الخلاف على العلاّمة برهان الدّين الحنفىّ، بدمشق، والفرائض على أبى العلاء البخارىّ (١).
وكان قد ولى القضاء بخرت برت (٢)، وعمره سبع عشرة سنة.
قال القطب فى «تاريخ مصر»: اشتغل كثيرا، وكان جامعا للفضائل، ويحبّ (٣) أهل العلم، مع السّخاء، وحسن العشرة.
قال البرزاليّ: ولى قضاء الشام، وناب عن والده قبل ذلك، ودرّس بالخاتونيّة (٤)، والقصّاعيّة (٥).
وكانت له عناية ب «جامع الأصول» ألقاه درسا، ويحفظ منه كثيرا.
وكان محبوبا إلى الناس/، كثير الصّدقة، جوادا، متّع بحواسّه، إلا السّمع، وكتب الخطّ المنسوب، على الولىّ الذى كان ببلاد الرّوم.
ومات سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وكان قد انحنى من الكبر، وإذا مرض يقول:
أخبرنى رسول الله ﷺ فى المنام، أنّى أعمّر. فكان كذلك، فإنه أكمل التّسعين وزاد.
وكان سمع الحديث من الفخر ابن البخارىّ، وكان يحفظ فى كلّ يوم من أيّام الدّروس ثلاثمائة سطر.
(١) انظر لتحرير أسماء أساتذته السابقين حاشيتى على الجواهر المضية ١/ ١٥٥.
(٢) فى ص: «بخيرت»، والصواب فى: ط، ن، والدرر الكامنة، والجواهر المضية.
وخرتبرت: اسم أرمنى، وهو الحصن المعروف بحصن زياد، فى أقصى ديار بكر، من بلاد الروم، بينه وبين ملطية مسيرة يومين، وبينهما الفرات. معجم البلدان ٢/ ٤١٧.
(٣) فى الدرر الكامنة: «ومحبة».
(٤) تقدم التعريف بها، فى الترجمة رقم ٥٦.
(٥) المدرسة القصاعية، بحارة القصاعين، بدمشق. الدارس ١/ ٥٦٥، وقد جاءت فى الأصول هكذا «القصاعين»، وتأتى أيضا كذلك فى ترجمة رقم ٢٤٨.