لكونه يقتنى الكتب النفيسة، بالخطوط المنسوبة، والجلود المتقنة، وغير ذلك من الآيات البديعة، والقطع المنسوبة الخطّ.
وقد اشتغل فى الفنون، وبرع فى الفقه، وكتب على العلاء ابن عصفور، فبرع فى الكتابة وفنونها، حتى فاق فى المنسوب، لا سيّما فى طريقة ياقوت (١).
وكان يقول: إنه سمع على ابن الجزرىّ، حديث قصّ الأظفار.
وأكثر النّظر فى التاريخ، والأدبيّات، وقال الشّعر الجيّد.
وكان ذا ذهن وقّاد، مع السّمن الخارج عن الحدّ، بحيث لا يحمله إلا الجياد من الخيل.
وكان فاضلا، أديبا، شاعرا، حسن المحاضرة، صبيح الوجه، محبّا فى الفضائل والتّحف.
وأتقن صنائع عدّة، حتى إنه كان يقترح لأصحاب الصّنائع أشياء فى فنونهم، فيقرّون بأنه أحسن ممّا كانوا يريدون عمله.
وهو من أفكه الناس محاضرة، وأحلاهم نادرة، وأبشّهم (٢) وجها، وأظهرهم وضاءة، عنده من لطافة الصّفات، بقدر ما عنده من ضخامة الذّات، وله وجاهة عند الأكابر.
ومحاسنه شتىّ، غير أنه كان مسرفا فى الإنفاق، يضيّع ما عنده ولو فى غير محلّه، ويستدين أيضا ويصرف.
وقد قطن القدس، ودمشق، والقاهرة، وتوفّى بها، فى الطّاعون، ليلة الاثنين، عاشر ذى القعدة، سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، وحمل جنازته ثمانية أنفس، منهم أربعة بالخشب الذى يسمّونه قوبا، رحمه الله تعالى.
ومن نظمه قوله (٣):
تسلطن ما بين الأزاهر نرجس … بما خصّ من إبريزه ولجينه
(١) يعنى «ابن عبد الله المستعصمى» انظر المنهل الصافى.
(٢) فى ط، ن، «وأنسبهم»، وفى الضوء اللامع: «وأحسنهم»، والمثبت فى: ص.
(٣) البيتان فى الضوء اللامع ٢/ ٣١.