وقال (١): ما من صباح إلاّ والشيطان يقول لى: ما تأكل، وما تلبس، وأين تسكن؟ فأقول: آكل الموت، وألبس الكفن، وأسكن القبر.
وقال له رجل (١): ما تشتهى؟ فقال: أشتهى عافية يوم (٢) إلى الليل. فقيل له: أليست الايّام كلّها عافية؟ فقال: إنّ عافية يومى أن لا أعصى الله تعالى فيه.
وقال (٣): أربعة يندمون على أربع (٤): المقصّر إذا فاته العمل، والمنقطع عن أصدقائه إذا نابته/نائبة، والممكّن منه عدوّه بسوء رأيه، والجريء على الذّنوب.
وقال (٥): الزم خدمة مولاك تأتك الدنيا راغمة، والجنّة عاشقة، وتعهّد نفسك فى ثلاثة مواضع: إذا عملت فاذكر نظر الله تعالى إليك، وإذا تكلّمت فاذكر سمع الله تعالى إيّاك، وإذا سكتّ فاذكر علم الله تعالى فيك.
وقال له رجل (٦): عظنى. فقال: إن كنت تريد أن تعصى مولاك فاعصه فى موضع لا يراك.
يعنى أنّ الله تعالى يعلم السّرّ والجهر، ولا يخفى عليه شئ، ومن علم أنّ أفعاله وأقواله لا تخفى على الله تعالى، وأنّ الله مطّلع عليه، وناظر إليه، يقبح منه العصيان، واتّباع الشيطان، ويكون ذا جرأة على الله تعالى، وقليل الحياء منه، نعوذ بالله من ذلك.
وقال (٧): من ادّعى ثلاثا بغير ثلاث فهو كذّاب: من ادّعى حبّ الله تعالى من غير ورع عن محارمه فهو كذّاب، ومن ادّعى حبّ الجنة من غير إنفاق ماله (١) فى طاعة الله
(١) طبقات الصوفية ٩٦.
(٢) فى طبقات الصوفية: «يومى».
(٣) طبقات الصوفية ٩٧،٩٦.
(٤) فى طبقات الصوفية: «أربعة».
(٥) طبقات الصوفية ٩٧، وأدرج التميمى قولين لحاتم جاءا منفصلين فى طبقات الصوفية.
(٦) طبقات الصوفية ٩٧.
(٧) طبقات الصوفية ٩٧.