الشيخ عبد القاهر الجرجانىّ، وهو وجيز (١) مفيد جدّا، وله كلام (٢) على «حواشى شرح التّجريد» للسّيّد.
وله «تعليقة» يذكر فيها أسباب ظهور قوس قزح على رأى الحكماء، قال فى آخرها: هذا على مذهب الحكماء، وأمّا نحن أيّها المتشرّعة (٣) فالأولى بنا أن نضرب عن أمثال ذلك صفحا، على أنه قيل: إنّ قزح اسم شيطان، (٤) والله تعالى أعلم (٤). كذا فى «الشّقائق».
قلت: نعم، قد ورد فى الحديث النّهى عن إضافة اسم القوس المذكور إلى قزح؛ لما ذكر المؤلّف من أنه اسم شيطان، وأمر بإضافته إلى الله تعالى، بأن يقال: قوس الله تعالى (٥). وقد أضافه بعضهم إلى السّحاب، فقال: قوس السّحاب (٦)، وأنشد فى ذلك (٧):
وساق صبيح للصّبوح دعوته … فقام وفى أجفانه سنة الغمض
يطوف بكاسات العقار كأنجم … فما بين منقضّ علينا ومنفضّ
وقد نسجت أيدى الجنوب مطارفا … على الجود كنا والحواشى على الأرض (٨)
يطرّزها قوس السّحاب بأحمر … على أخضر فى أصفر إثر مبيضّ (٩)
كأثواب خود أقبلت فى غلائل … مصبّغة والبعض أقصر من بعض (١٠)
(١) ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.
(٢) فى س: «تعليق»، والمثبت فى: ط، ن، وفى الشقائق: «تعليقات».
(٣) يعنى بالمتشرعة الفقهاء، أى الذين لا يذهبون مذهب الحكماء.
(٤ - ٤) مكان هذا فى ن: «وأمر بإضافته إلى الله تعالى»، والمثبت فى: س، ط، والشقائق.
(٥) انظر ثمار القلوب ٢٤.
(٦) انظر ثمار القلوب ٢٥.
(٧) انظر الأبيات فى: ثمار القلوب ٢٥، ويتيمه الدهر ١/ ٤٣ منسوبة لسيف الدولة ابن حمدان، وفى ديوان ابن الرومى ٤٧٣، ومعاهد التنصيص ١/ ٣٩ منسوبة لابن الرومى، وذكر صاحب معاهد التنصيص بعد إيراده لها أن بعضهم ينسبها لسيف الدولة ابن حمدان، منهم صاحب اليتيمة.
(٨) فى المراجع السابقة: «وقد نشرت».
(٩) رواية ديوان ابن الرومى والمعاهد:
يطرّزها قوس السّحاب بأخضر … على أحمر فى أصفر إثر مبيضّ
وفى رواية ثمار القلوب: «بأحمر على أصفر فى أخضر»، ورواية اليتيمة «يطرزها قوس الغمام بأصفر على أحمر فى أخضر».
(١٠) الخود: المرأة الشابة الحسنة الخلق.