وكان يتطيّب بالغالية والمسك، أو المسك وحده، ويتبخّر بالعود والكافور، ويكتحل بالإثمد، وربما اكتحل وهو صائم. ويكثر دهن رأسه ولحيته، ويدّهن غبّا (١) ويكتحل وترا.
ويحبّ التّيمّن فى ترجّله، وتنعّله، وفى طهوره، وفى شأنه كلّه.
وينظر فى المرآة، ولا تفارقه قارورة الدّهن فى سفره، والمكحلة، والمرآة، والمشط، والمقراض، والسّواك، والإبرة، والخيط.
ويستاك فى الليلة ثلاث مرّات، وقبل النوم، وبعده، وعند القيام لورده، وعند الخروج لصلاة الصّبح، وكان يحتجم.
وكان يمزح ولا يقول إلا حقّا. وجاءته امرأة، فقالت: يا رسول الله، احملنى على جمل.
فقال: «أحملك على ولد النّاقة».
قالت: لا يطيقنى.
فقال لها الناس: وهل الجمل إلا ولد الناقة!
وجاءته امرأة، فقالت: يا رسول الله، إن زوجى مريض، وهو يدعوك.
فقال: «لعلّ زوجك الّذى فى عينيه بياض».
فرجعت، وفتحت عين زوجها. فقال: ما لك؟
قالت:/أخبرنى رسول الله ﷺ أن فى عينيك بياضا.
فقال: وهل أحد إلا فى عينيه بياض.
وقالت له أخرى: يا رسول الله، ادع الله لى أن يدخلنى الجنة.
فقال: «يا أمّ فلان، إنّ الجنّة لا يدخلها عجوز».
(١) أى يوما بعد يوم.