وله من التّصانيف «شرح كتاب سيبويه» لم يسبق إلى مثله، وحسده عليه أبو علىّ وغيره من معاصريه، «وشرح الدّريديّة» و «ألفات القطع والوصل»، و «الإقناع» فى النحو، لم يتمّه، فأتمّه ولده يوسف، وكان يقول، وضع والدى النحو فى المزابل بالإقناع. يعنى أنّه سهّله جدّا، فلا يحتاج إلى مفسّر، و «شواهد سيبويه»، و «المدخل إلى كتاب سيبويه»، و «الوقف والابتداء»، و «صنعة (١) الشّعر والبلاغة»، و «أخبار النّحاة البصريّين»، و «كتاب جزيرة العرب».
وهجاه أبو الفرج الأصبهانىّ لمنافسة كانت بينهما، بقوله (٢):
لست صدرا ولا قرأت على صد … ر ولا علمك البكىّ بشاف (٣)
لعن الله كلّ شعر ونحو … وعروض يجئ من سيراف
قال أبو حيّان التّوحيدىّ (٤): رأيت أبا سعيد، وقد أقبل على الحسين بن مردويه الفارسىّ، وهو (٥) يشرح له «مدخل كتاب سيبويه (٥)» ويقول له: اصرف همّتك إليه، فإنّك لا تدركه إلاّ بتعب الحواسّ، ولا تتصوّره إلاّ بالاعتزال (٦) عن الناس. فقال: يا سيّدى، أنا مؤثر لذلك، ولكن اختلال الأمور، وقصور الحال، يحول بينى وبين ما أريد، فقال: ألك عيال؟ قال: لا، قال: عليك ديون؟ قال: دريهمات. قال: فأنت ريح القلب، حسن الحال، ناعم البال، اشتغل بالدّرس والمذاكرة، والسّؤال والمناظرة، واحمد الله تعالى على خفّة الحال (٧). وأنشده:
إذا لم يكن للمرء مال ولم يكن … له طرق يسعى بهنّ الولائد (٨)
وكان له خبز وملح ففيهما … له بلغة حتى تجيء الفوائد
وهل هى إلاّ جوعة إن سددتها … وكلّ طعام بين جنبيك واحد
(١) فى ط، ن: «وصيغة» والصواب فى: س، ومعجم الأدباء ٨/ ١٥٠، ووفيات الأعيان ١/ ٤١٦، وانظر الفهرست ٦٣،١/ ٦٢.
(٢) البيتان فى: بغية الوعاة ١/ ٥٠٩، معجم الأدباء ٨/ ١٤٨، وفيات الأعيان ١/ ٤١٦.
(٣) البكى: القليل.
(٤) فى كتاب محاضرات العلماء، كما فى معجم الأدباء ٨/ ١٥٢ - ١٥٥، والقصة فيه.
(٥ - ٥) فى معجم الأدباء «يشرح له ترجمة المدخل إلى كتاب سيبويه من تصنيفه».
(٦) فى س: «باعتزالك» والمثبت فى: ط، ن، ومعجم الأدباء.
(٧) فى معجم الأدباء: «الحاذ وحسن الحال» وخفة الحاذ: قلة المال والعيال.
(٨) فى س «له ظرف تسعى بهن الولائد»، والمثبت فى: ط، ن، معجم الأدباء.