ولا بدّ للغاصب المستبين … على الكره من أن يوفّى الدّيونا (١)
ومن يخذل الله ثمّ الإمام … فليس له اليوم من ناصرينا
ولمّا استجاشت عليه العدا … وشبّ له القوم حربا زبونا (٢)
سقاهم بكاس مرير المذا … ق لا يعذب الدّهر للشّاربينا
وأشبع منهم ضباع الفلاة … فظلّوا لأنعمه شاكرينا
ومن شعره أيضا، قوله (٣):
لهفى لفقد شبيبة … كانت لدىّ أجلّ زاد
أنفقتها متغشمرا … لا فى الصّلاح ولا الفساد (٤)
ما خلت أنّى مبتلى … بهوى الأصادق والأعادى
حتى بكيت على البيا … ض كما بكيت على السّواد
ومنه أيضا (٥):
أحبابنا شفّنا لهجركم … وبعدنا من وصالكم خبل
فإن قطعنا لا تحفلون بنا … وإن وصلناكم فلا نصل
فأرشدونا كيف السّبيل فقد … ضاقت بنا فى هواكم الحيل
شأن المحبّين أن يدوموا على ال … عهد وشأن الأحبّة الملل
/ومنه أيضا قوله (٦):
لقاؤك أحلى من رقادى على جفنى … وقربك أحلى من مصاحبة الأمن
أيا من أطعت الشّوق حتى أتيته … وأيقنت أنّى قد لجأت إلى ركن
لئن لم أفز منك الغداة بنظرة … تسهّل من وعر اشتياقى فواغبنى (٧)
(١) فى الخريدة: «للغاصب المستدين»، وفيها توافق مع عجز البيت.
(٢) حرب زبون: شديدة.
(٣) خريدة القصر ٢/ ٢٠١.
(٤) الغشمرة: إتيان الأمر من غير تثبت.
(٥) خريدة القصر ٢/ ٢٠٢.
(٦) خريدة القصر ٢/ ٢٠٢.
(٧) فى ن: «فواعتبى» والمثبت فى: س، ط، والخريدة.