وعلّ البرق يروى لى حديثا … فيرفعه بإسناد صحيح
ويا ريح الصّبا لو خبّرتنى … متى كان الخيام بذى طلوح (١)
فلى من دمع أجفانى غبوق … تدار كئوسه بعد الصّبوح
وأشواق تقاذف بى كأنّى … علوت بها على طرف جموح
ودهر لا يزال يحطّ رحلى … بمضيعة ويروينى بلوح (٢)
كريم بالكريم على الرّزايا … شحيح حين يسأل بالشّحيح
وأيّام تفرّق كلّ جمع … وأحداث تجيز على الجريح (٣)
فيا لله من عود بعود … ومن نضو على نضو طليح
وأعجب ما منيت به عتاب … يؤرّق مقلتى ويذيب روحى
أتى من بعد بعد واكتئاب … وما أنكى الجروح على الجروح
وقد أسرى بوجدى كلّ وفد … وهبّت بارتياحى كلّ ريح (٤)
/سلام الله ما شرقت ذكاء … وشاق حنين هاتفة صدوح
على تلك الشّمائل والسّجايا … وحسن العهد والخلق السّجيح
على أنس الغريب إذا جفاه ال … قريب ومحتد المجد الصّريح
على ذى الهمّة العلياء والمنّ … ة البيضاء والوجه الصّبيح
ومنها:
صفوح عن مؤاخذة الموالى … وليس عن الأعادى بالصّفوح
همام ليس يبرح فى مقام … كريم أولدى سعى نجيح (٥)
حديد الطّرف فى فعل جميل … وقور السّمع عن قول قبيح
(١) فى حاشية الخريدة إشارة إلى تضمين مطلع قصيدة جرير فى عجز البيت، عن نسخة منها، وفى معجم البلدان ٣/ ٥٤٤، «ذو طلوح: اسم موضع للضباب اليوم فى شاكلة حمى ضرية، قال: ذو طلوح فى حزن بنى يربوع بين الكوفة وفيد».
(٢) اللوح: العطش.
(٣) فى الأصول: «وأحداث تحتر»، والمثبت فى الخريدة.
(٤) وأجاز: بمعنى أجهز. فى ن: «وهبت بارتياحى كل روح» والمثبت فى: س، ط، والخريدة.
(٥) فى الأصول: «أو لذى سعى»، والمثبت عن الخريدة.