٤٦٣ - وَصدَقْتُها وَكذَبْتُها... والمرْءُ يَنْفَعهُ كِذابهْ (١)

وإنما خَفَّفَها الكسائيُّ هاهنا لأنها ليست بِمُقَيَّدةٍ بِفِعْلٍ يُصَيِّرُها مَصْدَرًا له، وَشَدَّدَ قَوْلَهُ: {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا}؛ لأن "كَذَّبُوا" يُقَيِّدُ الكلامَ بالمصدر، هكذا ذكره الثعلبيُّ (٢).

قوله: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (٣٦)} يعني كثيرًا كافيًا وافيًا، يقال: أحْسَبْتُ فُلَانًا؛ أي: أعْطَيْتُهُ ما يكفيه حتى قال: حَسْبِي (٣)، قال الشاعر:

٤٦٤ - وَنُقْفِي وَلِيدَ الحَيِّ إنْ كانَ جائِعًا... وَنُحْسِبُهُ إنْ كانَ لَيْسَ بِجائِعِ (٤)

(١) البيت من مجزوء الكامل للأعشى، ورواية ديوانه: "فَصَدَقْتُهُ وَكَذَبْتُهُ".
التخريج: ديوانه ص ٢٣٨ (الصبح المنير في شعر أبِي بَصِيرٍ)، مجاز القرآن ٢/ ٢٨٣، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٧٤، الزاهر لابن الأنباري ٢/ ١٣٥، إعراب القرآن ٥/ ١٣٣، معاني القراءات ٣/ ١١٧، إعراب القراءات السبع ٢/ ٢١٩، الكشف والبيان ١٠/ ١١٨، الكشاف ٤/ ٢٠٩، المحرر الوجيز ٥/ ٤٢٨، البيان للأنباري ٢/ ٢٧٩، شرح شواهد الإيضاح ص ٦٠٦، زاد المسير ٩/ ١٠، عين المعاني ورقة ١٤١/ ب، الفريد للهمداني ٤/ ٦١٣، تفسير القرطبي ١٩/ ١٨١، شرح المفصل ٦/ ٤٤، اللسان: صدق، البحر المحيط ٨/ ٤٠٦، الدر المصون ٦/ ٤٦٦.
(٢) الكشف والبيان ١٠/ ١١٨، وهو كلام الفراء كما سبق.
(٣) قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص ١٧، ٥١٠، وغريب الحديث ٢/ ٣٤٠، وحكاه الأزهري عن أبِي عبيد عن أبِي زيد في التهذيب ٤/ ٣٣٤، وينظر: الصحاح ١/ ١١٠، اللسان والتاج: حسب.
(٤) البيت من الطويل لأُمِّ العَبّاسِ القُشَيْرِيّةِ، وَنُسِبَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حَسّانَ.
اللغة: القَفِيُّ والقَفِيّةُ: ما يُؤْثَرُ به الصَّبِيُّ والضَّيْفُ مِنَ الطَّعامِ.
التخريج: غريب القرآن لابن قتيبة ص ١٧، ٥١٠، غريب الحديث لابن قتيبة ٢/ ٣٤٠، الاشتقاق ص ٧٤، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٥، إعراب القرآن للنحاس ٥/ ١٣٦، مقاييس اللغة ٢/ ٦٠، مجمل اللغة ص ٢٣٣، المخصص ١٤/ ٥٧، الكشف والبيان ١٠/ ١١٨، =