ومعنى قوله: {مَخْتُومٍ} قال ابن مسعود (١): مَمْزُوجٌ، وقيل (٢): الرَّحِيقُ: شَرابٌ أبْيَضُ يُخْتَمُ به شَرابُهُمْ، وقيل (٣): خُتِمَ فِي الإناء أنْ يَمَسَّها ماسٌّ، وقال الواحدي (٤): هو الشراب الخالص الذي لا غِشَّ فيه، ولا شَيءَ يُفْسِدُهُ، و {مَخْتُومٍ}؛ أي: عاقبتُهُ حَسَنةٌ، وخاتمة كل شيء عاقبته، وقيل (٥): هو كالمختوم بالطين؛ أي: مَمْنُوعٌ مِنْ كُلِّ يَدٍ.

{خِتَامُهُ مِسْكٌ} يعني: رِيحُهُ وَطَعْمُهُ مِسْكٌ، والخِتامُ: المَصْدَرُ، والخاتَمُ: الاسم (٦)، وَخَتْمُ كُلِّ شَيْءٍ: عند فَراغِهِ، ومن ذلك: خَتَمْتُ القُرْآنَ، ويقال: "الأعْمالُ بِخَواتِيمِها" (٧).

= التخريج: شرح أشعار الهذليين ص ١٠٦٩، أدب الكاتب ص ٤٠٢، الزاهر لابن الأنباري ٢/ ١٩٦، الكشف والبيان ١٠/ ١٥٥، الاقتضاب ٣/ ٣٥٧، شرح أدب الكاتب للجواليقي ص ٢٦٣، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٦٥، اللسان: سلسل، ارتشاف الضرب ص ١٧٣١، الجنى الدانِي ص ٣٨٩، مغني اللبيب ص ١٠٥، المقاصد النحوية ٣/ ٥٤، همع الهوامع ٢/ ٣٣٣، شرح شواهد المغني ص ٢٢٦، التاج: سلسل، إلى.
(١) ينظر قوله في جامع البيان ٣٠/ ١٣٢، الكشف والبيان ١٠/ ١٥٦، عين المعانِي ورقة ١٤٣/ أ، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٦٥.
(٢) قاله أبو الدرداء، ينظر: تفسير مجاهد ٢/ ٧٣٩، جامع البيان ٣٠/ ١٣٣، عين المعانِي ١٤٣/ أ.
(٣) قاله الثعلبي فِي الكشف والبيان ١٠/ ١٥٦، وينظر: تفسير القرطبي ١٩/ ٢٦٥.
(٤) الوسيط ٤/ ٤٤٨، وهذا القول حكاه الواحدي عن أبِي عبيدة والمبرد والزجاج.
(٥) قاله مجاهد وابن زيد، ينظر: جامع البيان ٣٠/ ١٣٣، الوسيط ٤/ ٤٤٨، زاد المسير ٩/ ٥٩، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٦٥.
(٦) قاله الفراء في معانِي القرآن ٣/ ٢٤٨.
(٧) هذا جزء من حديث رواه البخاري بسنده عن سهل بن سعد في صحيحه ٧/ ١٨٧ كتاب الرقاق: باب "الأعمال بالخواتيم".