ليلة الجمعة، أو يوم الجمعة بَنَي اللَّهُ له بيتًا فِي الجنة" (١).
وعن أُبَيِّ بنِ كعب قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من قرأ سورة الدخان فِي ليلة الجمعة غُفِرَ له" (٢).
ورُوِيَ عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "من قرأ سورة الدخان صاحَ به كُلُّ باب في الجنة: أنا لَكَ أنا لَكَ، إذا رَأيْتَنِي فلا تُؤثِرْ عَلَيَّ" (٣).
باب ما جاء فيها من الإعراب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢)} قَسَمٌ، أقسم اللَّه بـ "حم" والقرآن إنه أُنْزِلَ في ليلة مباركة، وقد تقدم تفسيره في سورة الزخرف (٤).
قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} يعني القرآن، جواب القسم {فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ (٣)} يعني ليلة القدر، أنزل اللَّه تعالى القرآنَ في ليلة القدر من أُمِّ الكتاب، وهو اللوح المحفوظ، إلى سماء الدنيا، ثم أنزله على نَبِيِّهِ محمدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم- في الليالي والأيامِ (٥).
(١) رواه الطبرانِيُّ في المعجم الكبير ٨/ ٢٦٤، وينظر: الكشف والبيان ٨/ ٣٤٨، مجمع الزوائد ٢/ ١٦٨ كتاب الصلاة باب ما يُقْرَأُ ليلة الجمعة ويوم الجمعة، تفسير القرطبي ١٦/ ١٢٥، الجامع الصغير ٢/ ٦٣٤، الدر المنثور ٦/ ٢٤.
(٢) رواه الترمذي بسنده عن أبِي هريرة في سننه ٤/ ٢٣٨ أبواب فضائل القرآن: باب ما جاء في "حم الدخان"، وينظر: الوسيط ٤/ ٨٤، تفسير ابن كثير ٤/ ١٤٨، الجامع الصغير ٢/ ٦٣٣، كنز العمال ١/ ٥٨١.
(٣) لَمْ أعثر له على تخريج.
(٤) انظر ما سبق {حم}.
(٥) ينظر في ذلك: جامع البيان ٢٥/ ١٣٨، ١٣٩، الكشف والبيان ٨/ ٣٤٩، البرهان للزركشي ١/ ٢٢٨.