ثمَّ الْتفت القسيس فرنج إِلَى الْحَكِيم وَقَالَ فِي لِسَان اردو أَن القسيس فندر أَيْضا يسلم أَن التحريف قد وَقع فِي سَبْعَة أَو ثَمَانِيَة مَوَاضِع
فَقَالَ الْفَاضِل قمر الْإِسْلَام إِمَام الْجَامِع الْكَبِير فِي أكبر أباد لِلْكَاتِبِ خَادِم على مهتم مطلع الْأَخْبَار أكتبوا أَن القسيس أقرّ بالتحريف فِي سَبْعَة أَو ثَمَانِيَة مَوَاضِع واطبعوا فِي جريدتكم
قَالَ القسيس بعد استماعه نعم اكتبوا ثمَّ قَالَ مالزم النُّقْصَان فِي الْكتب المقدسة وَإِن وَقع التحريف بِهَذَا الْقدر وَقد اخْتلفت الْعبارَات يَقِينا بسهو الْكَاتِبين
قَالَ الْحَكِيم إِن اختلافات الْعبارَة عِنْد الْبَعْض مائَة ألف وَخَمْسُونَ ألفا وَعند الْبَعْض ثَلَاثُونَ ألفا فمختاركم أَي قَول من هذَيْن الْقَوْلَيْنِ
قَالَ القسيس فرنج التَّحْقِيق أَن هَذِه الإختلافات أَرْبَعُونَ ألفا وَجعل القسيس فندر يَقُول أَنه لَا يلْزم النُّقْصَان من هَذَا الْقدر فِي الْكتب المقدسة فلينصف وَاحِد أَو إثنان من أهل الْإِسْلَام وَكَذَا من المسيحيين
والتفت إِلَى الْمُفْتِي الْحَافِظ رياض الدّين وَقَالَ مرَارًا انصفوا أَنْتُم
فَقَالَ الْمُفْتِي إِذا ثَبت الْجعل فِي مَوضِع من الْوَثِيقَة لَا تبقى هَذِه الْوَثِيقَة مُعْتَبرَة وَلما ثَبت بإقراركم الْجعل والتحريف فِي سَبْعَة أَو ثَمَانِيَة مَوَاضِع فَكيف يعْتَمد عَلَيْهَا وَهَذَا الْأَمر يعرفهُ الْحُكَّام الَّذين هم حاضرون فِي هَذِه الجلسة معرفَة جَيِّدَة وَأَشَارَ إِلَى اسمت مشير الضبطية فَقَالَ أسألوه لكنه مَا قَالَ فِي هَذَا الْبَاب شَيْئا
ثمَّ قَالَ الْمُفْتِي إِذا كَانَ اخْتِلَاف الْعبارَات مُسلما عنْدكُمْ فَإِذا وجدت العبارتان مختلفتين فَهَل تقدرون أَن تعينُوا أَحدهمَا أَن هَذِه كَلَام الله جزما أم لَا تقدرون بل كلتاهما مشكوكتان