موسى، فلو كانت توراة موسى هي هذه التوراة الحالية التي تضم الأسفار الخمسة بحجمها الحالي، ما أمكن كتابتها على حجارة المذبح.
٨ - أن الأغلاط الكثيرة الواقعة في التوراة، والاختلافات الكثيرة بين أسفارها تنفي أن تكون هذه التوراة الحالية هي التوراة التي جاء بها موسى عليه السلام؛ لأن الكلام الذي أوحي إلى موسى أو الذي كتبه موسى، أرفع من أن تقع فيه الأغلاط والاختلافات.
حال كتاب يوشع بن نون
حال كتاب يشوع (يوشع بن نون) : بعد أن عرفنا حال التوراة التي هي أساس ملة بني إسرائيل فلنعرف حال كتاب يوشع الذي هو في المنزلة الثانية بعد التوراة، فإن علماء أهل الكتاب لم يظهر لهم إلى الآن بطريق اليقين اسم مصنفه ولا زمان تصنيفه، وافترقوا فيه على خمسة أقوال:
١ - بعضهم قال: إنه تصنيف يوشع بن نون فتى موسى عليه السلام.
٢ - وبعضهم قال: إنه تصنيف ألعازار بن هارون عليه السلام.
٣ - وبعضهم قال: إنه تصنيف فينحاص بن ألعازار بن هارون عليه السلام.
٤ - وبعضهم قال: إنه تصنيف صموئيل النبي عليه السلام.
٥ - وبعضهم قال: إنه تصنيف إرميا النبي عليه السلام.
وبين يوشع وإرميا عليهما السلام أكثر من ثمانية قرون. فهذا الاختلاف الفاحش دليل كامل على انعدام إسناد هذا الكتاب عندهم، وأنهم يقولون بالظن، وهذا الظن هو السند عندهم.