وقد رده العلامة ابن القيم في " كتاب الروح (١ ") بعد أن نقل بعضه بقوله:
قلت ما ذكره أبو محمد فيه حق وباطل أما قوله:
من ظن أن الميت يحيا في قبره فخطأ " فهذا فيه إجمال إن أراد به الحياة المعهودة في الدنيا التي يقوم فيها الروح بالبدن وتدبره وتصرفه ويحتاج معها إلى الطعام والشراب واللباس فهذا خطأ كما قال والحس والعقل يكذبه كما يكذبه النص وإن أراد به حياة أخرى غير هذه الحياة بل تعاد الروح إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا ليسأل ويمتحن في قبره فهذا حق ونفيه خطأ "
إلى أن قال ابن القيم (١) :
إن الروح بالبدن لها خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام:
أحدها: تعلقها به في بطن الأم جنينا
الثاني: تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض
الثالث: تعلقها به في حال النوم فلها به تعلق من وجه ومفارقة من وجه
الرابع: تعلقها به في البرزخ فإنها وإن فارقته وتجردت عنه فإنها لم تفارقه فراقا كليا بحيث لا يبقى لها التفات إليه البتة
الخامس: تعلقها به يوم بعث الأجساد وهو أكمل أنواع تعلقها بالبدن
(١) (ص ٤٣)
(٢) يعني في
كتاب الروح " (ص ٤٣ - ٤٤) . ومثله في " شرح العقيدة الطحاوية " لابن أبي العز (ص ٤٥١) وكأنه نقله عن ابن القيم فإنه متأخر الوفاة عنه ب (٤١) سنة
٨٧