(قلت) لكن قال صاحب السلم فيه: رجز
والخلف في جواز الاشتغال ... به على ثلاثة أقوال
فابن الصلاح والنواوى حرما ... وقال قوم ينبغي أن يعلما
والقولة المشهورة الصحيحة ... جوازه لكامل القريحة
ممارس السنة والكتاب ... ليهتدي به إلى الصواب
(قال) : وأما علم الطبيعيات فهو بحث عن أجسام العالم: السموات وكواكبها وما تحتها من الأجسام كالماء والهواء والتراب والنار والحيوان والنبات والمعادن وليس من شرط الدين إنكاره.
(وأما الإلهيات) ففيها أكثر أغاليطهم وكفرهم.
(وأما السياسيات) فمجموع كلامهم فيها يرجع إلى الحكم المصلحية المتعلقة بالأمور الدنيوية السلطانية وقد أخذوها من الكتب المنزلة ونحوهما.
(وأما الخلقية) فكلامهم فيما يرجع إلى حصر صفات النفس وأخلاقها وذكر أجناسها وكيفية معالجتها ومجاهدتها وإنما أخذوه من الصوفية وهم المتألهون فمزجوا كلام النبوة وكلام الصوفية بكتبهم فتولد من مزجهم آفتان: آفة في حق القابل وآفة في حق الراد - اهـ باختصار وتلخيص. وقال كاتب جلبي في كتابه (كشف الظنون) : العلوم الفلسفية أربعة أنواع: رياضية، ومنطقية وطبيعية وإلهية - (فالرياضية) على أربعة أقسام: (الأول) علم الارتماطيقى وهو معرفة خواص العدد وما يطابقها من معاني الموجودات التي ذكرها فيثاغورس نيقوماخس وتحته علم الوفق، وعلم الحساب الهندي وعلم الحساب القبطي والزنجي وعلم عقد الأصابع (الثاني) علم الجو مطريا وهو علم الهندسة بالبراهين المذكورة في إقليدس ومنها علمية وعملية وتحتها علم المساحة وعلم التكسير وعلم رفع الأثقال وعلم الحيل المائية والهوائية،