أو ما سمعت عناية البارى اقتضت ... قامت به أزلاً بغير تكعكع
فهناك فاضت كلها معقولة ... وكذا اقتران لوازم لم تنزع
لا يدخل التعليل في تحديدها ... بل كاندراج الضوء في المتشعشع
وقيامها ما كان شبه عوارض ... وتوحدت فيه لفرط تمصع
فله مراتب في الفضاء تباينت ... ـماء على أعلى المراتب سطع
والعارفون يرونها أظلال أسـ ... حتى اتقلت كالنجوم الطلع
فتعاورت أيدى العقول نظامها ... فحكى المرائى كل سر مودع
تلقى على لوح النفوس شعاعها ... أحكامها فبدا الشخوص بأجمع
فتشعبت آثارها وتركبت ... ترتاده أبداً بغير المقطع
وتميزت أعينانها بجميع ما ... أرأيتها انتقشت بما لم يطبع
ولها الهيولى مثل شمعة خاتم ... فيها وكان له الطباع كمولع
وهل الكمال سوى تحصل ما انطوى ... لا ريب ليس يفوت عند تمزع
فكمال أنواع بدت وصنوفها ... ل كمثل أعمى ليس يسمع أقطع
إن لم يكن فرد على ذاك الكما ... قطعاً وإن يطرب له أو يجزع
وكماله الشخصي ليس بفائت ... أخرى فليست قوة الشعرا معى
وإذا انتهيت إلى هنا فالصمت إلى ... في صنع رب قاهر متمنع
وهل اللسان يفى بنشر دقائق ... لأصول مشائية لم أتبع
لا تنكرن على حيث وجدتنى ... ومرادنا الحق الذي فينا رعى
فالحق أعظم أن يحاط بمسلك ... بعقال فن واحد كالأضلع
والشيخ قيد نفسه ودهاءه ... والحمد للهادى الرفيع الأنفع
ثم الصلاة على النبي وآله
تضمنت هذه القصيدة الجواب عن السؤال المذكور بسبعة أوجه: الوجه الأول: بالنظر إلى فيض القضاء. والسابع: بالنظر إلى فيض القدر. والرابع: بالنظر إلى صفات التشريع والكلام، والخامس: بالنظر إلى صفات التدبير