وكان ابن عقيل بارعاً في الكلام ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار فلهذا يضطرب في هذا الباب وتتلون فيه آراؤه وأبو الفرج تابع له في هذا التلون. انتهى.
(قلت) : وممن انتقده أيضاً الشيخ في شرح الأصبهانية فإن أردت التفصيل فعليك به والله الموفق للصواب.
(ترجمة ابن عقيل)
(قوله: وابن عقيل) - وهو على ماقاله ابن الأثير في الكامل: أبو الوفاء على ابن عقيل بن محمد بن عقيل شيخ الحنابلة في وقته ببغداد وكان حسن المناظرة سريع الخاطر وكان قد اشتغل بمذهب المعتزلة في حداثته على أبي الوليد فأراد الحنابلة قتله فاستجار بباب المراتب عدة سنين ثم أظهر التوبة حتى تمكن من الظهور.
وله مصنفات من جملتها: كتاب الفنون توفي سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
وقال في الشذرات: أبو الوفا على بن عقيل البغدادي الطفري شيخ الإسلام الحنابلة وصاحب التصانيف ومؤلف كتاب الفنون الذي يزيد على أربعمائة مجلد وكان إماماً مبرزاً كثير العلوم حاذق الذكاء مكباً على التصنيف عديم النظير. قال ابن السلفي: ما رأيت مثله وما كان أحد يقدر أن يتكلم معه لغزارة علمه وقوة حجته.
توفي وعمره ثلاث وثمانون سنة وله مشايخ كثيرون.
قال ابن الجوزي: كان قوي الدين حافظاً للحدود وكان كريماً ينفق ما يجد ومن أكبر تصانيفه كتاب الفنون مائتا مجلد.
وقال الحافظ الذهبي في تاريخه: لم يصنف في الدنيا أكبر منه حدثني من رأى منه المجلد الفلاني بعد الأربعمائة وقال بعضهم: هو ثمانمائة مجلد وله غيره.