في أي صورة شاء مع تنزيهه عن كل صورة في كل حال، وينبغي لطالب الحق غير الجامد على المألوف من الرسوم المقررة - أن يتنبه لنفاسة هذا الكلام، وجلالة هذه الفائدة الصادرة عن مقام الرسوخ في العلم من طريق الوهب والله يجتبى إليه من يشاء، ويهدي إليه من ينيب. انتهى فليتدبر.
كلام نفيس لابن القيم في الموضوع
(ومن جملة) كلام للشيخ ابن القيم في مبدأ كتابه ((المنظومة النونية، المسماه بالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية)) ما نصه: فلا نجحد صفات ربنا تبارك وتعالى لتسمية الجهمية والمعتزلة لنا مجسمة مشبهه خشوية: طويل
فإن كان تجسيماً ثبوت صفاته ... لديكم فإنى اليوم عبد مجسم
ورضي الله تعالى عن الشافعي حيث يقول:
إن (١) كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي
وقدس الله تعالى روح القائل وهو شيخ الإسلام ابن تيميه إذ يقول:
إن كان نصبا حب صحب محمد ... فليشهد الثقلان أني ناصبي
فصل: عقيدة ابن القيم وشيخه في القرآن
وأما القرآن فإنى أقول: إنه كلام اله عز وجل منزل غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود: تكلم الله تعالى به صدقاً، وسمعه منه جبريل حقاً، وبلغه محمداً - صلى الله عليه وسلم - وحياً، وإن كهيعص، وحم عسق، وآلر، وقّ، ون، عين كلام الله تعالى حقيقة. وأن الله تعالى تكلم بالقرآن العربى الذى سمعه الصحابة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن جميعه كلام الله
(١) في الأصل في الموضعين: ((وإن كان)) بالواو، وبها لا يستقيم وزن الشعر، وهو من بحر الكامل.