لا تلبسوا الحق الذي جاءت به ... سنن الرسول بإعظم البطلان
هذى زيارتنا ولم ننكر سوى الـ ... ـبدع المضلة يا أولى العدوان
وحديث شد الرحال نص ثابت ... يجب المصير إليه بالبرهان
ونقل المناوى في شرحه الكبير للجامع الصغير عن الإمام مالك، أنه منع شد الرحل لمجرد زيارة القبر المكرم، ونصه: ((من زار قبرى وجبت له شفاعتى)) أى من زارنى في قبرى، فقصد نفسها ليس بقربة، وكذا ذكره السبكى في الشفاء. وحمل عليه ما نقل عن مالك من منع شد الرحل لمجرد زيارة القبر المكرم من غير إرادته إتيان المسجد للصلاة فيه. أهـ.
وفي بعض رواته مقال. فليراجعه من أراد الجدال.
وقال الشيخ الأجل أحمد ولى الله الدهلوى في التفهيمات: وقد ذكر عنه - أى عن شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله - أنه منع السفر لزيارة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يروى كلامه ذلك بنقل صريح صحيح.
فإنه لم يمنع الزيارة مطلقاً، بل منع السفر للزيارة بحديث ((لا تشد الرحال)) وبحديث ((لا تتخذوا مسجدى عيداً)) فإذا كان لقوله مساغ اجتهادى لا ينبغي أن يشدد عليه ذلك التشديد. أهـ.
وقال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادى بن قدامه المقدسى الحنبلى المتقدم ذكره في كتابه المطنب المسمى (بالصارم المنكى في الرد على ابن السبكي) ما نصه:
أما بعد: فإنى وقفت على الكتاب الذى ألفه بعض قضاة الشافعية في الرد على شيخ الإسلام تقى الدين أبي العباس أحمد بن تيميه في مسألة ((شد الرحال)) و ((إعمال المطى إلى القبور)) وذكر أنه قد سماه ((سن الغارة على من أنكر الزيارة)) ثم زعم أنه اختار أن يسميه ((شفاء السقام في زيارة خير الأنام))