وفي عام ١٩١٤ نشر فرويد بحثاً في مجلة إيماجو (مجلة الجمعية الدولية للتحليل النفسي) حول تمثال موسى لمايكل أنجلو ونُشر البحث بدون اسم، وهو محاولة لتفسير تمثال مايكل أنجلو من منظور التحليل النفسي.
ونشر عام ١٩١٥ بحثاً متخصصاً بعنوان الحب الطرحي وكتاباً بعنوان مستقبل وهم الذي يحارب فيه فكرة الدين ويُبيِّن أن التحليل النفسي آخر ضربة يوجهها العلم للدين باعتباره وهماً تعويضياً للبشر.
وشهد عام ١٩١٨ (أي في أعقاب الحرب العالمية الأولى) كتاب الحضارة ومنغصاتها وهو كتاب متشائم ملئ بالكآبة يرى أن الحرب حتمية وضرورة نفسية.
وقد صيغت تعديلات رئيسية في النظرية الفرويدية ابتداءً من عام ١٩٢٠، وتقابل النظرية الفرويدية الجديدة في الغرائز بين غرائز الحياة (إيروس) وغرائز الموت والعدوان (ثناتوس) . (بينما كان التقسيم السابق يضع الأنا مقابل اللبيدو أو الهو) . وفي كتاب ما وراء مبدأ اللذة (١٩٢٠) استند فرويد إلى ما أسماه إجبار التكرار وإلى اعتبارات بيولوجية في القول بوجود نزعة بدائية للتدمير الذاتي.
وفي عام ١٩٣٤ بدأ فرويد يكتب كتاب موسى والتوحيد (الذي لم يُنشَر إلا عام ١٩٣٩ قبل موته ببضعة أشهر) . وبعد ظهور النازية اضطر فرويد لمغادرة النمسا إلى لندن حيث وافته المنية يوم ٢١ سبتمبر ١٩٣٩.
قد يكون من الضروري أن نضع فرويد في سياقه الحضاري (الاجتماعي ـ الاقتصادي ـ الفلسفي ـ السياسي) العام حتى نفهم نظريته وندرك أبعادها. وهذا أمر مهم بالنسبة لأية نظرية أو نتاج فكري، ولكن الأمر بالنسبة لفرويد أكثر إلحاحاً لعدة أسباب:
١ ـ يرتبط التحليل النفسي بفرويد ارتباطاً قوياً، الأمر الذي أدَّى بالكثيرين إلى افتراض يجعل حياة فرويد الشخصية السياق الوحيد للتحليل النفسي.
٢ ـ كان فرويد يربط أحياناً بين التحليل النفسي وانتمائه اليهودي.