بخفض الراء على الإضافة، وهي القراءة المتواترة (١) -كان وقفه على «منكم» حسنًا على القراءتين.
{وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} ٦١ كاف، لمن قرأ: «ورحمةٌ» بالرفع مستأنفًا، أي: وهو رحمة، وليس بوقف لمن رفعها عطفًا على «أذن»، وكذا من جرها عطفًا على «خير» (٢)، والمعنى: أنَّنا نقول ما شئنا، ثم نأتي فنعتذر فيقبل منا، فقال الله: «قل أذن خير لكم»، أي: إن كان الأمر على ما تقولون -فهو خير لكم، وليس الأمر كما تقولون، ولكنه يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين، أي: إنَّما يصدق المؤمنين.
{آَمَنُوا مِنْكُمْ} ٦١ كاف، ومثله «أليم»، وكذا «ليرضوكم»، على استئناف ما بعده.
{مُؤْمِنِينَ (٦٢)} ٦٢ تام.
{خَالِدًا فِيهَا} ٦٣ كاف، ومثله «العظيم».
{بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ} ٦٤، و {قُلِ اسْتَهْزِئُوا} ٦٤، و {مَا تَحْذَرُونَ (٦٤)} ٦٤، و {وَنَلْعَبُ} ٦٥ كلها وقوف كافية.
{تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥)} ٦٥ حسن.
{لَا تَعْتَذِرُوا} ٦٦ أحسن منه، وقيل: تام.
{بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} ٦٦ كاف، سواء قرئ: «تُعف» بضم التاء مبنيًّا للمفعول، أي: هذه الذنوب، أو قرئ: «تُعذب» بضم التاء مبنيًّا للمفعول أيضًا، «طائفة» نائب الفاعل، وبها قرأ مجاهد (٣)، وقرئ: «نَعف» بنون العظمة، و «نُعذب» كذلك، «طائفة» بالنصب على المفعولية، وبها قرأ عاصم، وقرأ الباقون: «إنَّ يعف تعذب» مبنيًّا للمفعول، ورفع «طائفة» على النيابة، والنائب في الأول الجار بعده (٤).
(١) وهي قراءة الأئمة العشرة. انظر: المصادر السابقة.
(٢) قرأ حمزة: {وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ} ٦١ بالخفض، أي: بخفض «رحمة» عطفا على قوله: {أُذُنُ خَيْرٍ}، أي: هو أذن خير وأذن رحمة. وقرأ الباقون بالرفع عطفا على قوله: {أُذُنِ} ويجوز أن يكون الرفع على إضمار مضاف محذوف تقديره: قل هو أذن خير لكم وهو ذو رحمة. انظر هذه القراءة في: الحجة لأبي زرعة (ص: ٣٢٠)، الكشف للقيسي (١/ ٥٠٣).
(٣) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٥/ ٦٧)، الكشاف (٢/ ٢٠٠)، المحتسب لابن جني (١/ ٢٩٨)، تفسير الرازي (١٦/ ١٢٤).
(٤) وجه من قرأ بنون مفتوحة وضم الفاء من: {إِنْ نَعُفُ}، و {نُعَذِّبُ} بالنون وكسر الذال، و {طَائِفَةً} بالنصب؛ وذلك على البناء للفاعل والفاعل ضمير يعود على الله تعالى. وقرأ الباقون: {يُعْفَ} بياء تحتية مضمومة وفتح الفاء مبنية للمفعول: {تُعَذَّبْ} بتاء مضمومة وفتح الذال على البناء للمفعول، و {طَائِفَةٌ} بالرفع نائب الفاعل، ونائب الفاعل في الأول: {عَنْ طَائِفَةٍ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: ٢٤٣)، البحر المحيط (٥/ ٦٧)، التيسير (ص: ١١٨، ١١٩)، الحجة لابن خالويه (ص: ١٧٦)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٣٢٠)، النشر (٢/ ٢٨٠).