أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم بن السمرقندي ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخْلِصُ ، أنا رِضْوَانُ بْنُ أَحْمَدَ . ح وَأَخْبَرَنَا عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيُّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الشَّحَّامِيُّ ، قَالا : أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أُكَيْدِرِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، رَجُلٍ مِنْ كِنْدَةَ ، كَانَ مَلِكًا عَلَى دُومَةَ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّكَ سَتَجِدُهُ يَصِيدُ الْبَقَرَ " ، فَخَرَجَ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ حِصْنِهِ مَنْظَرَ الْعَيْنِ ، وَفِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ صَافِيَةٍ ، وَهُوَ عَلَى سَطْحٍ ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ ، فَأَتَتِ الْبَقَرُ تَحُكُّ بِقَرْنِهَا بَابَ الْقَصْرِ ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : هَلْ رَأَيْتَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ ؟ قَالَ : لا وَاللَّهِ ، فَمَنْ يَتْرُكُ هَذَا ؟ فَقَالَ : لا أَحَدَ ، فَنَزَلَ بِفَرَسِهِ فَأَسْرَجَ ، وَرَكِبَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فِيهِمْ أَخٌ لَهُ ، يُقَالُ لَهُ : حَسَّانُ ، فَخَرَجُوا مَعَهُمْ بِمَطَارِدِهِمْ ، فَبَلَغَهُمْ خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِهِ ، وَقَتَلُوا أَخَاهُ حَسَّانَ ، وَكَانَ عَلَيْهِ قَبَاءٌ دِيبَاجٌ مُخَرَّصٌ بِالذَّهَبِ ، فَاسْتَلَبَهُ إِيَّاهُ خَالِدٌ ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ قُدُومِهِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَنَّ خَالِدًا قَدِمَ بِالأُكَيْدِرِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَقَنَ لَهُ دَمَهُ ، وَصَالَحَهُ عَلَى الْجِزْيَةِ ، وَخَلَّى سَبِيلَهُ فَرَجَعَ إِلَى قَرْيَتِهِ . انْتَهَى حَدِيثُ الشَّحَّامِيِّ ، وَزَادَ : فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ طَيْءٍ ، يُقَالُ لَهُ : بُجَيْرُ بْنُ بَجْرَةَ ، فَذَكَرَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَالِدٍ : " إِنَّكَ سَتَجِدُهُ يَصِيدُ الْبَقَرَ " ، وَمَا كَانَتْ صِنْعَةُ الْبَقَرَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى اسْتَخْرَجَتْهُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَبَارَكَ سَائِقُ الْبَقَرَاتِ إِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ يَهْدِي كُلَّ هَادِ فَمَنْ يَكُنْ حَائِدًا عَنْ ذِي تَبُوكَ فَإِنَّا قَدْ أُمِرْنَا بِالْجِهَادِ .