أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ الْفَقِيهُ ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَالِكِيُّ ، عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ النَّسَوِيُّ الصُّوفِيُّ ، قَالا : أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، قَالَ : فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ، أنا أَبُو زَيْدِ بْنُ عُبَيْدَةَ ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ , عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَدِمَ قَوْمٌ مِنَ الْيَمَنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ ، أَحْيَانَا اللَّهُ بِبَيْتَيْنِ مِنْ شَعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ حُجْرٍ ، قَالَ : " وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ " قَالَ : قَالُوا : أَقْبَلْنَا نُرِيدُكَ فَضَلَلْنَا ، فَبَقِينَا ثَلاثًا بِغَيْرِ مَاءٍ ، فَاسْتَظْلَلْنَا بِالطَّلْحِ وَالسَّمُرِ ، فَأَقْبَلَ رَاكِبٌ مُتَلَثِّمٌ بِعَمَامَةٍ ، وَتَمَثَّلَ رَجُلٌ مِنَّا بِبَيْتَيْنِ : وَلَمَّا رَأَيْتُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ هَهُنَا وَأَنَّ الْبَيَاضَ مِنْ فَرَائِصِهَا دَامِي تَيَمَّمَتِ الْعَيْنَ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ يَفِيءُ عَلَيْهَا الطَّلْحُ عِرْمَضُهَا طَامِي فَقَالَ الرَّاكِبُ : مَنْ يَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ ؟ قَالَ : امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حُجْرٍ ، قَالَ : فَلا ، وَاللَّهِ مَا كَذِبَ ، هَذَا ضَارِجٌ عِنْدَكُمْ ، فَحَبَوْنَا عَلَى الرَّكْبِ إِلَى مَاءٍ كَمَا ذَكَرَ ، عَلَيْهِ الْعِرْمَضُ ، يَفِيءُ عَلَيْهِ الطَّلْحُ فَشَرِبْنَا رِينًا ، وَحَمَلْنَا مَا بَلَغْنَا الطَّرِيقَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ذَاكَ رَجُلٌ مَذْكُورٌ فِي الدُّنْيَا شَرِيفٌ فِيهَا ، مَنْسِيٌّ فِي الآخِرَهِ خَامِلٌ فِيهَا ، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُ لِوَاءُ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ " .