"ولَوْلَا الحِنْطَةُ الحَمْراءُ، ما سَمِنَتْ عَذارِيكُم". وقال أحمدُ أيضًا: يُسْتَحَبُّ ضَرْبُ الدُّفِّ، والصَّوْتُ (٥٧) فى الإِمْلاكِ. فقيل له: ما الصَّوْتُ؟ قال: يُتَكَلَّمُ ويُتَحَدَّثُ ويُظْهَرُ. والأصلُ فى هذا ما رَوَى محمدُ بن حاطِبٍ، قال: قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَصْلُ مَا بَيْنَ الحَلَالِ والحَرَامِ، الصَّوْتُ والدُّفُّ فى النِّكاحِ". رواه النَّسَائِىُّ (٥٨). وقال عليه السلامُ: "أَعْلِنُوا النِّكاحَ" وفى لفظ: "أظْهِرُوا النِّكاحَ". وكان يُحِبُّ (٥٩) أن يُضْرَبَ عليه (٦٠) بالدُّفِّ، وفى لفظ: "واضْرِبُوا عَلَيْهِ بالغِرْبَالِ" (٦١). وعن عائشةَ، أنَّها زَوَّجَتْ يَتِيمةً رَجُلًا من الأنْصارِ، وكانت عائشةُ فى مَن أهْداها إلى زَوْجِها، قالت: فلما رَجَعْنا قال لنا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا قُلْتُمْ يا عَائِشةُ؟ ". قالت: سَلَّمْنا، ودَعَوْنا بالبَرَكةِ، ثم انْصَرَفْنا. فقال: "إنَّ الأَنْصَارَ قَوْمٌ فِيهِمْ غَزَلٌ، أَلَا قُلْتُمْ يَا عَائِشَةُ: أتَيْناكُم أتَيْناكُم، فحَيَّانَا وحَيَّاكُمْ" (٦٢). رَوَى هذا كلَّه أبو عبدِ اللَّه ابن ماجَه، فى "سُنَنِه". وقال أحمدُ، رَحِمه اللَّه: لا بَأْسَ بالدُّفِّ فى العُرْسِ والخِتانِ، وأكْرَه الطَّبْلَ، وهو المُنْكَرُ، وهو الكُوَبةُ، التى نَهَى (٦٣) عنها (٦٤) النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٦٥).

(٥٧) فى ب، م: "والضرب".
(٥٨) فى: باب إعلان النكاح بالصوت وضرب الدف، من كتاب النكاح. المجتبى ٦/ ١٠٤.
كما أخرجه الترمذى، فى: باب ما جاء فى إعلان النكاح، من أبواب النكاح. عارضة الأحوذى ٤/ ٣٠٧. وابن ماجه، فى: باب إعلان النكاح، من كتاب النكاح. سنن ابن ماجه ١/ ٦١١. والإِمام أحمد، فى: المسند ٣/ ٤١٨، ٤/ ٢٥٩.
(٥٩) فى أ، ب، م: "يجب".
(٦٠) فى الأصل، أ، م: "عليها".
(٦١) أخرجه الترمذى، فى: باب ما جاء فى إعلان النكاح، من أبواب النكاح. عارضة الأحوذى ٤/ ٣٠٧، ٣٠٨. وابن ماجه، فى: باب إعلان النكاح، من كتاب النكاح. سنن ابن ماجه ١/ ٦١١. والبيهقى، فى: باب ما يستحب من إظهار النكاح. . .، من كتاب الصداق. السنن الكبرى ٧/ ٢٩٠. والإِمام أحمد، فى: المسند ٤/ ٥.
(٦٢) انظر تخريجه فى صفحة ٤٦٧.
(٦٣) فى الأصل: "ينهى".
(٦٤) سقط من: أ، م.
(٦٥) أخرج حديث النهى عن الكوبة أيو دار، فى: باب النهى عن المسكر، وباب فى الأوعية، من كتاب الأشربة. =