{ومن سورة الحديد} * * * قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} الحديد: 11 القرض: أخذ الشيء من ماله بإذن مالكه على أنه يضمن رده له. والمضاعفة: الزيادة على مقدار مثله أو أمثاله، وقد وعد الله سبحانه على الحسنة عشر أمثالها، قال الحسن: القرض هنا: التطوع من جميع الدين. وقرأ ابن كثير {فَيُضَاعِفَهُ} بغير ألف مشددا و (الفاء) مضمومة، وقرأ مثله ابن عامر إلا أنه فتح الفاء، وقرأه الباقون {فَيُضُاعِفَهُ} بألأف وضم، إلا عاصماً فإنه فتح. فالضم على القطع، أي: فهو يضاعفه له، كما قال: ألم تسأل الربع القواء فينطق وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق وقال الفراء: هو معطوف على (يُقْرِضُ) وليست بجواب، كقولك: من ذا الذي يحسن ويحمل؟ ومن نصب فبإضمار (أن) ، كأنه قال: فإن يضاعفه له، وقال الفراء: هو جواب الاستفهام، ومنع ذلك البصريون، لأن الاستفهام لم يتناول القرض وإنما يتناول المقرض، وأجازه بعضهم؛ لأن المعنى يؤول إلى القرض؛ لأن الاستفهام عن المقرض استفهام عن قرضه وقيل في: {مَنْ ذَا} قولان: