Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} النَّصبُ على أنَّه خبرُ {لَيْسَ}، و {أَنْ تُوَلُّوا} {أَنْ} مع الفعل مصدرٌ، وتقديره: توليةُ وجوهِكم، وهو رفعٌ؛ لأنَّه اسمُ {لَيْسَ}، وهو قراءة حمزة وعاصم في رواية حفص.
والرَّفعُ على أنَّه اسمُ {لَيْسَ}، و {أَنْ تُوَلُّوا} نصب لأنَّه خبر {لَيْسَ}، وهو قراءة الباقين (١).
ولمَّا نزلَ قولُه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} وأُضمِرَ فيه: فكفروا به؛ قالوا: إنَّا لا نكفرُ، بل نُصلِّي للَّه ونؤمنُ به، فنزل: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ} كفعل النصارى، أو قِبَلَ المغربِ، كفعل اليهود، فذاك منسوخٌ، فهو إثمٌ لا برٌّ.
وإنْ حمل (٢) على استقبال بيت المقدس حين كان الأمرُ به، وعلى استقبالِ الكعبة بعد النَّسخ، فمعناه: ليس كلُّ البرِّ هذا؛ أي: لا يقعُ التَّقرُّبُ إلى اللَّه باستقبالِ الكعبة (٣) بالصَّلاة وحدَها، بل بأمورٍ أُخَرَ معها، قد أمرَ اللَّهُ تعالى عبادَه بها؛ لأنَّ أمرَ القِبلة مِن فروع الدِّين (٤) التي يجوزُ نسخُها، وهذه الأمورُ الأُخر المذكورةُ في الآيةِ من أصول الدِّين التي لا تُنسخ؛ لأنَّها إيمانٌ باللَّه، وبأنبيائه، وكتبه (٥)، ونحو ذلك، فمَن جحدَها، أو جحدَ شيئًا منها، فليس من الأبرار.
والبِرُّ: اسمٌ جامعٌ للطَّاعات وأعمالِ الخير، ومنه: بِرُّ الوالدَين، وبِرُّ اليمين، وبِرُّ الكلام، وبِرُّ الأيتام، وهو ضدُّ الفجورِ أيضًا، قال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ
(١) انظر: "السبعة" (ص: ١٧٥)، و"التيسير" (ص: ٧٩).
(٢) بعدها في (ر): "عليه".
(٣) في (أ): "القبلة".
(٤) بعدها في (أ): "والدين".
(٥) في (ف): "وبكتبه".