Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وبيعُه نفسَه للَّه تعالى: بذلُها في الطَّاعة والجهادِ للَّه عزَّ وعلا، وهذه استعارةٌ عن بذلِ النَّفسِ للَّه تعالى؛ رجاءَ ثوابِ اللَّه تعالى عوضًا عنها، وعلى ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} التوبة: ١١١، وقوله تعالى: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} الصف: ١٠، وقوله تعالى: {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} فاطر: ٢٩.
وقوله تعالى: {وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}؛ أي: هو في غايةِ الرَّحمةِ بهم، ولهذا عوَّضَهُم النَّعيمَ المقيمَ على عملٍ (١) منقطع.
والآيةُ نزلَت في شأن صهيبٍ الروميِّ خرجَ من مكَّة يريدُ الهجرةَ إلى المدينة (٢)، وهو يومئذٍ ابنُ مئة سنةٍ (٣)، وكان معه كنانته وسهامُه (٤)، فتبعَهُ أهلُ مكة ليأخذوهُ ويردُّوه، فقال لهم: إنَّكم لن تَصِلوا إليَّ ما بقيَ معي سهم -وكان راميًا مصيبًا-، ولن ينفعَكم كوني فيكم، ولي مالٌ في داري، فارجعوا وخذُوه وخلُّوا عنِّي، ففعلُوا، وسارَ هو إلى المدينة، فقبلَ أن يصل إليها نزلَت هذه الآية، وأخبرَهُم رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بقدومِه، فاستقبلوهُ، وسبقهم عمر، وقال: يا صهيبُ، ربح البيع! وتلا عليه هذه الآية (٥).
(١) في (ر) و (ف): "نعيم" بدل: "عمل".
(٢) في (ف): "النبي بالمدينة".
(٣) في المصادر أنه كان شيخًا كبيرًا، ولم أقف على من عين عمره، لكن ذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (٥/ ١٦٣) عن الواقدي أن صهيبًا مات سنة ثمان وثلاثين، وهو ابن سبعين.
(٤) في (ف): "وفيها سهامه".
(٥) أخرج نحوه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٣٦٨ - ٣٦٩) (١٩٣٩) عن سعيد بن المسيب، وأورده الواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٥٨)، وفيهما أن قائل: "ربح البيع" رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وذكر مقاتل نحو هذا الخبر في "تفسيره" (١/ ١٧٩)، والقائل عنده أبو بكر رضي اللَّه عنه.